فضل تلاوة القرآن الكريم
تعتبر ، من أهم الصفات التي يتميز بها عباد الله المؤمنين الصادقين، وقد مدح الله سبحانه وتعالى عباده الذين يتلون كتابه بقوله تعالى في القرآن الكريم: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)،سورة فاطر آية(29-30) فتلاوة القرآن الكريم لها فضلٌ عظيم وأهمية كبيرة، ومنزلة رفيعة، ومن فضائله التي ذكرها العلماء في كتبهم، والتي نصت عليها نصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية؛ فضل تلاوة القرآن: موقع صيد الفوائد
- أنّه سبب في نجاة العبد: ومثال ذلك الأمر والمثال الذي ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله: (إنَّ الرَّجلَ الَّذي لَيسَ في جوفِهِ شيءٌ منَ القرآنِ كالبَيتِ الخربِ).الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد الصفحة أو الرقم: 3/290 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
- تلاوة سببٌ في الحصول على الرفعة في الدنيا والآخرة: فمن واظب على تلاوة كتاب الله تبارك وتعالى كما أمره الله ينال المنزلة الرفيعة في الدنيا وتكون له المنزلة الأرفع يوم القيامة.
- تلاوة القرآن خير من الدنيا وما فيها: فكل حرفٍ من كتاب الله يتلوه العبد يُكتب له به عشر حسنات، وينال حفظ الله سبحانه وتعالى له في الحياة الدنيا، وكانت له أمان من الغفلة، تجعل صاحبها في قائمة القانتين لله.
المقصود بالميم الساكنة
تُعرّف الميم الساكنة بأنها: الميم الخالية من أي حركة من الحركات الإعرابية الثلاث؛ (الفتحة، والضمة والكسرة)، في حالة الوصل، وفي حالة الوقف، وبهذا يخرج من هذا التعريف كل من؛ الميم المتحركة، مثل: (نِعمَهُ)، والميم المشددة، مثل: (فَتَمَّ)، والميم الساكنة في الأصل، وزال سكونها للتَّخلص من التقاء الساكنين، مثل: (قمِ الليل)، والميم التي كان سكونها عارضًا، مثل: الميم المتطرفة في حال الوقوف على الكلمة، ومثال ذلك: (حكيمٌ)، و(عليمٌ)، وتأتي الميم الساكنة في حالتي الوصل، والوقف، في كل من الاسم، مثل: (الحمد)، والفعل، مثل: (قمتم)، والحرف، مثل: (أم لم يُنبأ)، وتأتي متوسطة ومتطرفة.
قد تسبق الميم الساكنة الحروف الهجائية بشكلٍ عام، باستثناء الألف المَديَّة؛ فلا تأتي الميم الساكنة قبله بحالٍ من الأحوال؛ وذلك لأنّ الألف المديَّة لا يأتي قبلها إلاّ مفتوحًا، مثل: (هُمَا)، و(مَاله)، و(أسلمَا)، قال الإمام الجمزوري في ذلك:كتاب المنير في أحكام التجويد، تأليف: مجموعة من العلماء_ جمعية المحافظة على القرآن الكريم، صفحة106-108، بتصرف
والميمُ إن تسكن تجي قبل الهجا *** لا ألفٍ لينة لذي الحِجا
أحكام الميم الساكنة
للميم الساكنة ثلاثة أحكام، وفيما يلي بيان لهذه الأحكام، مع ذكرٍ لبعض الأمثلة على كل منها: أحكام الميم الساكنة: موقع الألوكة
الإخفاء الشفوي
يُعرّف الإخفاء الشفوي بأنّه: أن يأتي بعد الميم الساكنة حرف الباء، فتُخفى الميم الساكنة مع بقاء الغُنَّة، ويستوي في إتيان الباء بعد الميم الساكنة إذا كان سكون الميم سكوناً أصلياً، نحو: (أم بظاهرٍ)، أو سكون عارض، نحو: (ومن يعتصم بالله)، أو كان السكون للتخفيف، نحو: (إنّ ربهم بهم). وتجد الإشارة إلى أن الإخفاء الشفوي لا يأتي إلاّ في كلمتين، وقد سمي الإخفاء هنا، إخفاء شفويًا؛ لخروج الميم من الشفتين، أما سبب الإخفاء فهو يعود لاتحاد كلٍ من الميم والباء في المخرج، وتقارب كل منهما في الصفات، فعَسُر حصول الإدغام والإظهار.
أما بالنسبة للكيفية التي يُنطق بها الإخفاء الشفوي، فهي؛ أن يُقلل القارئ الاعتماد على مخرج الميم (الشفتان)، مع إتيانه بالغنة بمقدار حركتين، كما يُفعل في حكم الإقلاب في أحكام النون الساكنة والتنوين، قال الإمام الجمزوري في ذلك:
فالأول الإخفاء عند الباء *** وسمِّه الشفْوي للقراء
ومن الأمثلة على الإخفاء الشفوي ما يلي:
{| class=”wikitable”
|-
| فاحكم بينهم|| ترميهم بحجارة || ومن يعتصم بالله
|}
الإدغام الشفوي
يُعرّف الإدغام الشفوي بأنه: أن يأتي بعد الميم الساكنة ميمٌ متحركة، فتُدغم الميم الساكنة مع الميم المتحركة، مع وجود الغنة، ويُطلق أيضاً على هذا الإدغام، اسم؛ إدغام مثلين صغير، ويعود سبب تسميته بالإدغام، أنّ الميم الساكنة أُدغمت في الميم المتحركة، وسمي بإدغام المثلين، لأنّ كل من الحرفين المدغمين (المدغم، والمدغم فيه) يتكونان من حرفين اتحدا في المخرج، كما اتحدا في الصفة، واتحدا كذلك في الاسم والرسم، وسمي صغيراً؛ لأنّ الميم الساكنة وقع بعدها ميم متحركة، وسمي بغنة؛ لأنّ الغنة صفةٌ ملازمةٌ ومصاحبةٌ للحرف المدغم فيه، وسمي شفويًا؛ لخروج الميم من الشفتين، وتمييزاً لها عن الإدغام في أحكام النون الساكنة والتنوين، قال الإمام الجمزوري في ذلك:
والثاني إدغام بمثلها أتى *** وسمِّ إدغامًا صغيرًا يا فتى
ومن الأمثلة على الإدغام الشفوي ما يلي:
{| class=”wikitable”
|-
| كنتم مّن || لهم مّا|| كم مّن || ولكم مّا
|}
الإظهار الشفوي
يُعرّف بأنه: إخراج الميم الساكنة من مخرجها من غير غنة ظاهرة، ولا وقف، ولا سكت، ولا تشديد ، إذا جاء بعدها أحد حروف الهجاء في ، باستثناء حرفي الميم والباء، وعدد حروف الإظهار الشفوي ست وعشرون حرفاً، يأتي الإظهار الشفوي في كلمة، وفي كلمتين، ويعود سبب تسميته بالإظهار ؛ لأنّ الميم الساكنة يتم إظهارها إذا جاء بعدها أحد حروف الإظهار، وسمي شفوي لخروج الميم من الشفتين، علة الإظهار هي؛ بعد مخرج الميم وصفاتها عن أكثر مخارج حروف الإظهار والاختلاف في صفاتها، بينما يكون الإظهار عند حرفي الفاء والواو أشد إظهاراً؛ وذلك خوفاً من أن يسبق اللسان إلى إخفاءها لقرب حرف الفاء في المخرج من حرف الميم، واتحاد كل من حرف الواو وحرف الميم في المخرج، قال الإمام الجمزوري في ذلك:
والثالث الإظهار في البقية *** من أحرف وسمِّها شفويه
واحذر لدى واوٍ وفا أن تختفي *** لقربها ولاتحاد فاعرفِ
ومن الأمثلة على الإظهار الشفوي ما يلي:
{| class=”wikitable”
|-
! في كلمة !! في كلمتين
|-
| الحمْد || ذالكمْ أزكى
|-
| أنعمْت || لكمْ آية
|-
| الشمْس || لعلكمْ تشكرون
|-
| تُمْسون || بهمْ خصاصة
|}
الميم الساكنة في ضبط المصحف
لأحكام الميم الساكنة علاماتٌ تُعرف بها في رسم المصحف؛ فعلامة الإخفاء الشفوي في ضبط المصحف؛ حذف السكون، عن الميم، وعدم تشديد الحرف الذي يتبع الميم، أما بالنسبة للإدغام الشفوي فيُعرف من خلال تجريد الميم الأولى من السكون، وتشديد الميم الثانية، أما الإظهار الشفوي فيُعرف من خلال إثبات السكون على الميم.كتاب المنير في أحكام التجويد، تأليف: مجموعة من العلماء_ جمعية المحافظة على ، صفحة106-108، بتصرف