أهمية القراءة وفوائدها للفرد والمجتمع
تنبع من تأثيرها المباشر على الفرد والمجتمع، والحقيقة أن القراءة من أهم العمليات العقلية التي قد يستفيد منها الإنسان في وقت قصير جدًا، كما أن القراءة تجعل من المجتمع كأفراد مجتمع واعٍ، الشخص القارئ يعرف جيدًا كيف ينتقد ويسمع الانتقاد، الشخص القارئ يفهم وجهة نظر الآخرين، ويقدر على التعبير عن وجهة نظره الشخصية دون الحاجة إلى عنف أو صوت عالٍ، القراءة تغير أسلوب الحياة بالنسبة للبشر، لأن من خلالها يحدث نوع من التأمل وإعمال الذهن والعقل والحواس البشرية ككل، ومن هذا المنطلق يبدأ الإنسان في السيطرة على ذاته من خلال القراءة والمعرفة والوعي.
القراءة وسيلة المعرفة الأسهل
هناك العديد من وسائل المعرفة، ولكن لا شيء يتم مقارنته مع ، فالتعليم في معظم ، قائم على فكرة القراءة، فكرة الأبحاث العلمية نفسها مبنية على فكرة التنقيب من خلال القراءة والبحث في أمهات الكتب القديمة والحديثة، حتى يجد كل باحث ما يجعل من بحثه فريد ومختلف، أيضًا القراءة لا تحتاج لمعلم، بل يكون الكتاب أو الورق هو المعلم، والقارئ هو الطالب، والمعرفة عن طريق القراءة تكون مهمة، ومبنية على الخيال وربط الأحداث، أيضًا القراءة تمثل حرية في المعرفة، فما لا يهم الاحتفاظ به فقط يمكن تجاوزه، حيث القارئ هو الذي يتحكم في والصفحات، وليس العكس.
القراءة وسيلة للثقافة
الثقافة تُمثل الأولى على الإطلاق، وكلمة ثقافة، تأتي من الفعل “تثقف”، أي التعرف على ثقافات الغير، وهذا هو أولى خطوات الانفتاح الذهني للبشر، حيث أنه من خلال الثقافة تتمدن الشعوب وتنمو وتصبح أكثر وعيًا، الفرد المثقف يعرف كيفية قبول الآخرين، كيف ينبذ العنصرية، هذا غير أن الثقافة العامة أصبحت مطلوبة الآن في العديد من مجالات العمل على مستوى العالم، بل أصبحت الثقافة عامل مهم في المقابلات الشخصية مع مسؤولي التوظيف في أي شركة، أيضًا الثقافة تجعل من الفرد القارئ في وسط المجتمع شخص مستنير، وذو رأي، الشخص المثقف أينما وجد هو شخص يُنظر له نظرة احترام، بسبب المعرفة التي يمتلكها.
القراءة تزيد من الخبرات
الخبرة هي واحدة من أهم نتائج القراءة، حيث أن التاريخ يثبت لمن قرأه أن البشر يكررون أنفسهم، وأغلبية الشعوب التي لا تتعلم من أخطائها تقع ضحية نفس هذه الأخطاء لقرون أخرى، أيضًا الخبرة العلمية عامل مهم جدًا ضمن عوامل أهمية القراءة للفرد، حيث أن الكثير من الأطباء حول العالم، يعتمدون في تطوير أنفسهم على قراءة المجلات العلمية، وهي مجلات قائمة على الدراسة والتجربة، وهذه الدراسات تجعل الأطباء على علم تام بكل ما هو حديث في عالم الطب والأدوية والعلاجات، ومن هذا المنطلق تعتبر القراءة وسيلة لانتشار العلاج والدواء على مستوى العالم، حيث أن كل الاكتشافات العلمية تُخزن في صورة مقروءة ومن ثم يأتي علماء آخرين يكملون الأبحاث والدراسة على هذه الأبحاث مرة أخرى كذلك كبيرة ويجب الحرص عليها.
القراءة وسيلة للكتابة
بالنسبة لأي أديب تُعد القراءة هي المُعلم الأهم في عالم ، وذلك لأن كتابة الروايات والقصص والشعر، تحتاج إلى اطلاع غزير على الأدب القديم والحديث والأدب المختلف جغرافيًا، مثل الأدب اللاتيني، والأدب الإنجليزي، والأدب الألماني، كل هذه التفاصيل عبارة عن مخزون كُتب موجودة يمكن قراءتها والتعلم منها، والتعلم يكون عن طريق معرفة أسلوب الكتابة، ومعرفة مفردات لغوية جديدة تثري الكاتب، أيضًا معرفة طُرق السرد، والفروقات بين والرواية والدراسة والبحث والشِعر والمقال، كل هذا سيعرفه المرء حينما يقرأ كتب من هؤلاء، وحينها سيقرر أي نوع من الكتابات سوف يكتب فيه.
أهمية القراءة في نبذ التطرف
المجتمعات المتعلمة والمواظبة على القراءة هي أكثر مجتمعات تنبذ العنف، وتقبل الآخر، وهذا لأسباب عدة، أهمها أن القراءة تجعل الذهن يفكر، وتجعل العقل النقدي يعمل بشكل غير مسبوق، أما في حالة المجتمعات التي تعتمد على التلقين في تعليمها فإن الأفكار التي يتم تلقينها للأطفال والكبار غالبًا تكون مُسيسة، أو بمعنى آخر أفكار لها غرض سياسي على المستوى الاجتماعي، ولذلك أي خَرق لهذه الأفكار أو مجرد التشكيك فيها يُعد تطرف بالنسبة للمسئولين، وسيتم التعامل مع هذا الشخص على أنه عدو، المجتمع القارئ يعرف الفرق بين العدو الحقيقي الذي هو الجهل وبين المعرفة والتي هي السلام.
تخليد الحضارات
ربما تكون الحضارة المصرية القديمة، هي أعظم الحضارات المعروفة حاليًا ليس لسبب سوى لأنه تم تأريخ هذه الحضارة عن طريق كتابتها على جدران المعابد، ولذلك كل ما وصلنا من هذه الحضارة يُعد نوعًا من أنواع الإعجاز، آلاف الأعوام انصرفت ولكن الأشياء المكتوبة على الجدران سمحت لنا في الوقت الحاضر أن نعرف ملوك المصريين القدماء، ونعرف أسرار حياتهم اليومية، ونعرف تاريخهم، وعبادتهم وما وصلوا له من علم في الفلك والهندسة، ولذلك تُعد القراءة شاهد على خلود الحضارات، فلولا قراءة شامبليون لحجر رشيد لكان هذا الحجر مجرد كتابات صماء، ولكن قراءة هذا الحجر فجرت معرفة كانت مدفونة تحت الرمال آلاف الأعوام.
ما هي الكتب الواجب قراءتها
أهم الكتب التي يجب على الإنسان آلا يفوتها بالطبع هي الكتب التاريخية، حيث أن التاريخ يعتبر تخليد لكل زمن وشخص أتى في زمنه، أيضًا القراءة في الفلسفة تعتبر من أعظم الخطوات في عملية القراءة، وذلك لأن الفلسفة غالبًا تبحث في الماورائيات، وهذا يعطي مساحة للعقل في الخيال ووضع الافتراضات والحلول والمشاكل، كما أن الفلسفة كانت صفة العلماء في اليونان، حيث أن علماء الرياضيات والفلك كان اسمهم فلاسفة، أيضًا القراءات العلمية مفيدة جدًا، حيث أنه لا ينبغي أن يكون المرء عالم من أجل المعرفة، بل أن العلم يجب أن يكون لأي شخص، ثم الأدب والمتمثل في القصص والروايات، هذه الكتب هي الأكثر مبيعًا على مستوى العالم، وذلك لأنها توفر متعة نفسية وخيالية منقطعة النظير مع المعرفة الجديدة.