معنى الطلاق وحكمه وأسبابه
يشتت الطلاق شمل الأُسر ويزرع في نفوس أفرادها القلق والذعر والضياع، وفي الوقت الحالي قلت أعداد عقود القران خوفاً من الطلاق بعد الزواج وخاصة للذين يتزوجون في سنٍ مبكرة.
يعرّف الطلاق لغةً على أنه التحرر من الشيء وتركه، فيُقال أُطلق سراح السجين؛ أي خرج من السجن، كما يمكن أن يكون من معاني البسط والشرح والعطاء. أما اصطلاحاً فهو إبطال عقد الزواج بلفظ محدد ومخصص، إذ يكون الطلاق صحيحاً إذا كان عقد الزواج صحيحاً، والأصل في الطلاق أنه بيد الرجل ويمكن للمرأة أن تفترق عن زوجها بخلعه بناءً على طلبها هي أو ولي أمرها.
وترجع أسباب الطلاق وتتعدد وتختلف، فقد يكون البُعد عن الدين وغياب الدور التوجيهي للآباء ووسائل الإعلام الغير مبالية والأزمات الاقتصادية من أسباب الطلاق. وتعتبر الخيانة الزوجية وتعنيف النساء وضربهن وإهانتهن من أهم أسباب الطلاق، كما يعتبر الزواج المبكر وزواج القاصرات وتعاطي المشروبات الكحولية من الأسباب التي تؤدي إليه، وأحياناً يكون العُقم من أسبابه.
الطلاق موجود في الديانات ومنها ديانة الإسلام، إذ قال الله عز وجل في كتابه العزيز ” الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ”، فقد رجع أهل العلم لكتاب الله والسنة لتبيين مشروعية الطلاق، فهو مسألة تطرّق لها الشرع وفصلها، واختلفت أحكامه بحسب أسبابه ودواعيه، وهو خمس حالات:
الطلاق مسألة تطرّق لها الشرع وفصلها، واختلفت أحكامه بحسب أسبابه ودواعيه، وهو خمس حالات:
- تحريم الطلاق، ويكون محرماً في حال عدم مشروعيته، كأن تكون الزوجة حائض، أو يطلقها ثلاث طلقات معاً.
- الطلاق المكروه، إذ يكون في هذه الحالة سبب الطلاق غير قاهر ويمكن التعايش معه.
- الإباحة، وهنا يكون بسبب سوء المرأة أو عدم تحقق مقاصد النكاح.
- الاستحباب، وتكون عند طلب المرأة المخالعة أو التفريط في حقوق الله.
- الوجوب، فالطلاق واجب في حال هجر الزوجة في المضجع وعدم مجامعتها، وهو ما يعرف بالطلاق المولي ويعطى أربعة شهور فإن لم يفعل وجب الطلاق ويتم التفريق بينهم إن لم يصلح حاله هذا.
أثر الطلاق على الفرد
فعادةً يكون أثر الطلاق النفسي والمادي صعباً على كلا الطرفين والشعور بالوحدة وخاصة عند النساء، فأحياناً لا تمنح المحاكم دائما النفقة المترتبة على الزوج. وقد تؤدي قوانين الضرائب الأخيرة التي تنتهي بخصم مدفوعات النفقة إلى اتجاه هبوطي في منح النفقة مما يؤدي الشعرر بالقلق والتوتر واضطرابات نفسية وسرعة الإنفعال والعصبية، وعدم الشعور بالأمان، وهذا لا يقتصر فقط على النساء، فالرجال أيضاً يعانون من القلق والتوتر لكن بنسب أقل، مما يجبرهما على إحداث تغييرات جزئية أو جذربة في حياتهما بعد الانفصال، كتغيير مكان السكن والعمل ونقل الأبناء من مدارسهم. وهذا القلق يؤثر على شهيتهم فإما أن يفتحها فيزيد الوزن وإما أن يسُدّها فينقص. والجدير بالذكر أن الظروف المادية ستزداد سوءاً لكلا الطرفين وخاصة بالنسبة للمرأة التي تربي أطفالها.
وتتأثر المرأة بهذا الأمر أكثر من الرجل فتضطر أحياناً للبقاء في بيت زوجها رغم صعوبة الحياة والظلم والبغضاء بين الطرفين، فهناك بعض المعقيات للطلاق بالنسبة لها، ومنها:
- خوف المرأة من تهديدات زوجها بملاحقتها وإزعاجها وحرمانها من رؤية أولادها، وأحياناً يهددها بالقتل وفضحها.
- ظنها بأن الحياة البائس مع الزوج أفضل بكثير من حياتها وهي مطلقة.
- الإعتقاد بأن الظلم أمر طبيعي، ويعود السبب وراء هذا المعتقل التنشئة الغير مُنصفة للمرأة وهي طفلة وزرع فكرة أن الاضطهاد أمر طبيعي ولا بد منه بالنسبة للمرأة لأنها الحلقة الأضعف في هذا المجتمع.
- إشعار الزوجة بأنها دائماً مقصرة ولا تؤدي عملها بشكل تام، وأنها سبب للمشاكل خاصة إذا كان لديها حِس الشعور بالذنب ولوم الذات دوماً.
- قلة احترام الذات، حيث تغير الإهانات والتحقير نظرة المرأة لنفسها فتغدو مؤيدةً لهذا الظلم وتصدق بأن ما يجري هو الحقيقة وأنها كانت على خطأ سابقاً، وأنها تستحق ما يحصل لها فتصبح غير قادرة على اتخاذ القرارات، وبالتالي غير قادرة على دفع الظلم عنها بالاستغناء عنه في حياتها والانفصال عن زوجها.
- الأمل والحنين للماضي مع الطرف الآخر، والتأثر بقصص مشابهة لها نفس الظروف نوعاً ما انتهت باستقرار عاطفي مع شريك حياتها.
رغم القلق الذي يعاني منه الكبار إلا أن يعانون من قلق أكبر، لأنهم لن يروا والديهم معاً مرة أخرى، فقد يصبح الطفل عصبياً عدا عن تراجع تحصيلهم الدراسي والابتعاد عن أقرانهم، وتوجد نسبة كبيرة منهم يصبحون عدائيين وعادة لا يكون لهم أصدقاء في المدرسة بسبب قلة الرعاية لهم والتفكك الأسري الذي دفعهم لأن يتجهوا إلى سلوكيات غير السيئة.
أما بالنسبة الحياة الزوجية لعلاقاتهم العاطفية] فإنها تكون متزعزعة ويرتابون من الخوض في علاقات عاطفية كالزواج أو الخطبة بسبب تجربة الأهل التي لم تكن ناجحة.
آثار الطلاق على المجتمع
يميل الأفراد الذين يعيشون في مفككة للإجرام وتناول ، وذلك بسبب البيئة السيئة التي نشأوا فيها والعنف الذي تعرضوا له في طفولتهم، وهذا من شأنه أن يؤثر على المجتمع بأسره؛ لأن صلاح المجتمع يعتمد على صلاح الأسر وترابطها، فمتى كان هناك تفكك أسري كان المجتمع متفرقاً ضعيفاً.
يكون أداء الموظف المتوتر أقل كفاءة من الوضع الطبيعي فيعود ذلك سلباً على أصحاب العمل والشركات التي تتضرر بسبب عدم إتقان المهام والأعمال الموكلة له.
طرق للحد من الطلاق
هناك طرق للحد من حالات الطلاق المتزايدة والتي من شأنها أن تفسد المجتمع، ومنها :
- من اللازم قبل الإقدام على اتخاذ قرار الإنفصال البحث عن حلول لتجنب الطلاق، فمثلاً، جلوس الزوجين معاً وكتابة الأمور التي تزعجهما والأمور التي تتسبب عادة في حدوث خلافات، والتفكير في حلول لها.
- يساهم تحسين الذات في تقليل حالات الطلاق، بل له دور فعّال في إبطاله بدل إلقاء اللوم على الطرف الآخر والظهور بمظهر الشخصية الضعيفة أو المثالية، فلكل واحد مميزات وعيوب.
- التأمل وممارسة التمارين الرياضية من شأنها أن تفرغ الطاقة السلبية وتخلص الجسم من التوتر.