استراتيجية الكتابة

استراتيجية الكتابة

استراتيجية الكتابة هو مُصطلح لغوي؛ يدل على وسائل التخطيط للكتابة، وتَعريف هذا المصطلح، هو الطريقة الإبداعية التي تجعل عقل الكاتب يصل من التعقيد إلى السهولة في عملية ، بجانب ظهور مهارات السرد في الجمل والحروف، وضع استراتيجية للكتابة يجب أن يعتمد على نوع الكتابة، فلو كان الكاتب يود أن يكتب رواية فيجب أن تكون لديه استراتيجية خاصة بالرواية، هذا الموضوع أيضًا ينطبق على بقية أنواع الكتابة سواء ، أو البحثية، أو الكتابة التعليمية، أي نوع كتابة يمكن أن يكون له استراتيجية، بل إن استراتيجية الكتابة يمكن أن تتغير من كاتب لآخر ومن بلد لآخر ، ومن قارة لأخرى، وفي هذا المقال سيتم عرض أهم استراتيجيات .

استراتيجية الكتابة في الرواية

الرواية فن عظيم، صاغ التاريخ، وصنعه، وجسد أشخاصًا وخلدها، وجعل من صغارٍ كبارٍ، ومن كبارٍ صغارٍ، ولذلك كتابة تحتاج إلى بذل مجهود استثنائي يختلف عن أنواع الكتابة الأخرى، وذلك لأن عملية السرد، والتجسيد للخيال تكون من أهم أعمدة الكتابة، الكتابة المباشرة لا تفيد الرواية، وذلك لأن الرواية لا تعتمد على شرح الشخصية أو شرح الموقف أو شرح الحدث، فهذا يمكن أن يُدعى بحث تاريخي، ولكن السرد الروائي يهدف إلى عدم إشعار القارئ أنه يقرأ كتاب، بل حث عقله على تخيل الموقف وشكل الشخص، وحتى نبرة صوت المتحدث، ولأجل متماسكة يمكن استخدام إحدى الاستراتيجيات التالية.

استراتيجية الهيكل العظمي لكتابة الرواية

تعتبر واحدة من أهم استراتيجيات الكتابة الروائية، والتي يتبع نهجها الكثير من الروائيين الأحداث، وفيها يتم صُنع هيكل عَظمي للرواية، وتدريجيًا يتم بناء الرواية على هذا الهيكل العظمي، حتى تكتمل وتصير الرواية جسد متكامل، ويمكن البدء في هذه الاستراتيجية عن طريق الخطوات التالية:

  • الخطوة الأولى: هي فكرة الرواية، في حالة هذه الاستراتيجية يفضل أن تكون الفكرة مكتملة، لأن لو الفكرة غير مكتملة لن تكون هذه الاستراتيجية مناسبة، وهذا سيظهر بسبب الخطوات التالية، أهم شيء عدم التعجل في صنع الفكرة، وألا تكون هذه الفكرة مكررة أو مسروقة.
  • الخطوة الثانية: هي تجهيز الفصول، فائدة الفكرة المكتملة، أنه يتم من خلالها تحديد كيفية سير أحداث الرواية، ومن خلال هذه الأحداث يمكن للكاتب أن يضع فصول، ويتم تحديد ما يحتويه كل فصل، كما يتم تحديد البداية والنهاية.
  • الخطوة الثالثة: المشاهد، يتم في هذه الخطوة النظر إلى كل فصل والبدء في تحديد المشاهد الروائية التي ستحدث فيه، ويمكن تسجيل كل هذه المشاهد في صورة سيناريو وليست في صورة رواية، هذا جائز، أو في أي صورة يفضلها الروائي، تكون قادرة على تذكير بتفصيل المشهد عند البدء في كتابته.
  • الخطوة الرابعة: الكتابة، وهي الخطوة الأهم وفيها يتم التحرر من كل القيود والقواعد والأعراف الكتابية، فقط تكون كتابة روائية قائمة على سرد التفاصيل والجمل.
  • الخطوة الخامسة: التنقيح، وهو من أهم مراحل هذه الاستراتيجية، ويُفضل أن يكون التنقيح على مرحلتين على الأقل، وفي التنقيح يتم نقد النص بصورة ذاتية من الكاتب نفسه، حيث يبدأ الكاتب في قراءة ما كتبه، ويحذف ما هو زائد عن الحاجة، ويزيد ما يحتاج إلى زيادته، أيضًا يتم الاهتمام باللغة، وعلامات الترقيم، مثل الفاصلات والنقط، وطول الجمل، وهذا لجعل القارئ يشعر أن القراءة سهلة وليست معقدة.
  • الخطوة السادسة: وهي خطوة اختيارية، يتم فيها عرض ما تم كتابته على أحد النقاد، أو الأصدقاء، أو الأشخاص الموثوقين، لأخذ آراء شخص آخر، أو أكثر من شخص، قد تغير تمامًا من الحبكة الروائية لرواية معينة، كما أن الخبرة التي لدى النقاد، تفيد جدًا الكاتب قبل نشر روايته، لأنهم في الغالب يلفتون نظر الكاتب إلى ما قد يؤرق بعض النقاد.
قد يهمك هذا المقال:   اعراب الضمائر المنفصلة

استراتيجية الكتابة الروائية الارتجالية

في هذا النوع من الكتابة الروائية لا يتم الاهتمام بالهيكل العظمي للرواية، ولكن أكثر ما يُهم الكاتب هو الفكرة العَميقة، أو يكون الكاتب قد وصل من الاحترافية إلى أنه أصبح قادرًا على رسم الرواية والفصول والمشاهد والأبطال وكل هذه التفاصيل في عقله من قبل الشروع في كتابة روايته، وتَعتمد استراتيجية الكتابة الارتجالية في الرواية، على إطلاق العنان، للخيال، والانطباع الأول للجمل والحدث والشخصيات، دون التدخل بأي تخطيط مسبق، أو بتخطيط لحظي، لا يتم على مراحل عدة، وهذه هي أهم مميزات وسلبيات هذه الاستراتيجية.

إيجابيات استراتيجية الكتابية الروائية الارتجالية

هناك العديد من الإيجابيات لهذه الاستراتيجية، وخصوصًا للكتاب ذوي الخبرة، والكبار، وهذا لأن هذه الاستراتيجية تحتاج إلى الحنكة والدقة.

  • مناسبة جدًا للكتابة الخيالية، فالخيال لا يحتاج إلى الكثير من التحضيرات، بل أفضل المشاهد الخيالية هي التي تخرج في حالات الإلهام، أو حالات الارتجال، كما أن قسم الفنتازيا، أو الخيال اللاواقعي يعتمد بصورة أساسية على فكرة صنع ما هو غير طبيعي في العالم الواقعي، ولذلك فكرة التحضير المسبق تعيق الفنتازيا، ويفضل الكثير من الكتاب الارتجال.
  • عدم توقع الأحداث، لأن الأحداث المُحضرة مسبقًا غالبًا تعتمد على خطوات سابقة، ولكن ما يميز الارتجال في كتابة الرواية، أن لا شيء متوقع، وهذا لأن الكاتب نفسه لا يجعل عقله متوقع، بل هو يكتب، ما يُلهم به عقله في أي وقت، وفيما بعد في عملية التنقيح يتم التعامل مع أهم التفاصيل التي يجب تغييرها لتتناسب مع القصة.

للأسف الكتابة الارتجالية ليست مجدولة، أو بمعنى آخر ليس لها مواعيد بداية أو نهاية، ولذلك قد تستغرق الرواية أسبوعين كتابة، أو عدة سنوات، وهذا لأن عملية الإلهام التي يعتمد عليها الارتجال تكون ليست ثابتة، أيضًا هذه الاستراتيجية لا تناسب الروايات البوليسية أو التاريخية، لأن هذه الروايات تحتاج إلى بحث وتنقيب عن معلومات جديدة يتم استخدامها في الرواية.

قد يهمك هذا المقال:   احمد بو خاطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *