الخيار المخلل
يتمّ التّخليل بطريقتين إمّا عن طريق التّخمير، أو الحفظ في محلول المياه المالحة، واستُخدم التّخليل منذ آلاف السّنين للحفاظ على الطّعام بعد انتهاء موسم النّموّ، وعادة يتمُّ التّخليل باستعمال الملح، والخلِّ الأبيض، والتّوابل مثل بذور الشّبت والخردل، وفي أجزاء من آسيا، يُستخدم الزّيت للتّخليل أيضًا. قد يبدو أنّ الخيار المخلل هو أكثر أنواع التّخليل شيوعًا، إلّا أنّ جميع أنواع الفواكه والخضروات مثل الجزر والقرنبيط والملفوف، وحتّى اللّحوم تُحفظ بالتّخليل، وغالبًا ما تكون المخلّلات منزليّة وسريعة الصّنع.
القيمة الغذائيّة في المخلل
جميع أنواع المخلل تحتوي قيمًا غذائيّة خاصّة تختلف عن غيرها، ولكنّها جميعًا تحتوي نسبة عالية من الصوديوم، وفيما يلي الحقائق الغذائيّة التي يحتويها مخلل الخيار لكلِّ 35 غرامًا:
{| class=”wikitable”
|-
! العناصر الغذائيّة !! القيمة الغذائيّة
|-
| السّعرات الحراريّة || 4
|-
| الكربوهيدرات|| 0.8 غرام
|-
| الألياف|| 0.3 غرام
|-
| صوديوم|| 283 ملغ
|-
| البروتين|| 0.2 غرام
|-
| السّكّر|| 0.4 غرام
|}
فوائد المخلّلات الصّحّيّة بشكل عامٍّ
قد يتساءل البعض هل يحتوي الخيار المخلل نفس العناصر الغذائيّة التي يحتويها الخيار الطّازج؟ والجواب هو أنّه على الرّغم من أنّ الخيار المخلل كان بالأصل خيارًا طازجًا، إلّا أنّ خصائصه الغذائيّة تختلف قليلًا عن الخيار الطّازج؛ لأنّ الخيار المخلل يُقدِّم فيتامينات وأليافًا أكثر ممّا يُقدّمه الخيار الطّازج، ولكنّه يحتوي على السّكّر والصّوديوم ممّا يُقلّل قيمته الغذائيّة.
المخلّات بشكل عامٍّ هي أحد الأطعمة الصّحّيّة الممتازة المليئة بالعناصر الغذائيّة، ومنخفضة السّعرات الحراريّة، وهي مصدر غذائيّ ممتاز للبكتيريا الجيّدة التي تعيش في البطن. تشتمل الفوائد الصّحّيّة للمخلل على تحسين صحّة الجهاز الهضميّ، وهو مصدر ممتاز لمضادّات الأكسدة، ويُساعد في السّيطرة على مرض السّكريّ، وتعزيز صحّة الكبد، وتعزيز صحّة المعدة، والمساعدة على فقدان الوزن، والحدُّ من خطر الإصابة بسرطان الطّحال، وخفض خطر الإصابة بعدوى الخميرة، وتخفيف التّوتر، وتحسين الصّحّة العقليّة، والمساعدة في منع الإمساك. وفيما يلي شرح مفصّل لفوائد المخلل العديدة:
المخلل مصدر ممتاز لمضادّات الأكسدة
بالإضافة إلى الفيتامينات، توجد العديد من المركّبات النّشطة بيولوجيًّا الموجودة في الفواكه والخضروات التي تُقدّم فوائد مضادّة للأكسدة، ولكنها تضيع للأسف عند تحضيرها بطريقة تقليديّة، ولكنّ عمليّة التّخليل تحفظ جميع عناصرها الغذائيّة، لأنّ الأطعمة تُحفظ في محلول غير مطبوخ، وبالتّالي تحتفظ بمظهرها الكامل المضادّ للأكسدة، واستهلاك كميّة جيّدة من مضادّات الأكسدة تُحافظ على صحّة الجسم.
تحسين صحّة الجهاز الهضميّ
من وقت لآخر يمرُّ الجهاز الهضميُّ بعدد من المشاكل النّاتجة عن قلّة تناول الألياف، أو نتيجة خلل في بكتيريا الأمعاء، ولحس الحظِّ أنّ المخلل يُساعد على إبطاء نموّ المسعمرات البكتيريّة الضّارة، كما أنّ الأطعمة المخلّلة يُمكن أكلها في غير موسمها الأصليّ وبالتّالي الحصول على الألياف والموادِّ الغذائيّة الطّازجة طوال العام.
يُساعد المخلل في السّيطرة على مرض السّكّريّ
المخلل بطبيعته منخفض السّعرات الحراريّة، ومستوى الكربوهيدرات فيه منخفض، ممّا يجعله من الأطعمة المثاليّة لمرضى السّكّريّ، لكنّه أيضًا يفعل الكثير لمساعدة مرضى السّكّريّ، وعلى نطاق أوسع بكثير؛ حيث يُعتقد أنّ حمض الأسيتيك الموجود في الفواكه أو الخضراوات المخلّلة هو المسؤول عن تحسين مستويات الهيموغلوبين المرتبط بالجلوكوز، وهو ما يعني تحسين التّحكُّم في نسبة السّكّر في الدّم.
تحسين صحّة المعدة
قد يظنُّ البعض أنّ المخلل يزيد من حموضة المعدة والحرقة، ولكنّ الحقيقة عكس ذلك تمامًا، لأنّ المخلل يُحفظ في سائل حمضيّ يمتلك خصائص تمنع إنتاج الأحماض الزّائدة في المعدة، ويمكن أن يحمي بطانة جدران المعدة من التّلف الحمضيّ، وهذا بدوره يساعد على منع تكوّن التّقرّحات المؤلمة، ويُقلّل من احتمال الإصابة بسرطان المعدة.
المخلل مفيد لتخفيف الوزن
يتميّز مخلل الخيار بسعرات حراريّة منخفضة، وبأنّه غنيٌّ بالمحتوى المائيّ، ممّا يجعله مثاليًّا ليكون وجبة خفيفة، أو عند الشّعور بالجوع بشدّة، ولكن يجب الحذر من عدم حفظ المخلل بالملح؛ لأنّه سيُسبّب احتباسًا للسّوائل داخل الجسم، ويجعل شكله غير متوازن، كما أنّ المخلل طريقة سريعة للحصول على الفواكه والخضراوات دون الحاجة إلى وقت في شرائها، وغسلها، وتقطيعها، وتبريدها.
المخلل علاجٌ فعّال لغثيان الصّباح
غثيان الصّباح يؤثّر على النّساء الحوامل أكثر من الأشخاص الآخرين، وهذا يجعل النّساء يشتهين المخلل في كثير من الأحيان، ومؤخّرًا أثبتت دراسات علميّة أن المخلل يُقلّل الغثيان والقيء المرتبط بالغثيان الصّباحيّ؛ لأنّ الأطعمة الحامضة تكبت الحاجة إلى التّقيؤ، وتُخفّف من شعور الغثيان كثيرًا، ولكن يجب أن تحذر الحوامل من الملح المضاف إليه؛ لأنّه قد يرفع ضغط الدّم أثناء الحمل.
المخلل يُحسّن الصّحّة العقليّة
من المعروف جيّدًا أن المعدة والدّماغ مرتبطان معًا جيّدًا، حيث تؤثّر الحالة النّفسيّة كثيرًا على المعدة وتُسبّب لها الغثيان، والقرحة، والعديد من الأعراض المشابهة، وهذا بسبب العصب المبهم، وهو عصب يصل الحبل الشّوكيّ بالمعدة، ويعمل بشكل عالي الكفاءة بين المعدة والدّماغ، حيث تقوم البكتيريا النّافعة في الأمعاء والقناة الهضميّة من تأثير الكورتيزول (هرمون الإجهاد) بشكل كبير على المخّ، ممّا يعني أنّ هذه البكتيريا البسيطة تُساعد في الحفاظ على الهدوء، وهذا يُترجم على شكل مزاج جيّد.
طريقة صنع مخلل الخيار التّقليديّة
مخلل الخيار من المكوّنات الرّئيسيّة على المائدة، بجانب العدد من الطّبخات والمقبّلات الأخرى، وطريقة تحضيره لا تتطّلب الكثير من العناء، وفيما يلي المكوّنات:
- خيار طازج صغير الحجم، أو كبير مُقطّع بحجم مناسب.
- ثوم.
- ملح خشن.
- سكّر.
- ماء.
- علبة زجاجيّة بغطاء مُحكم.
طريقة التّحضير
- يوضع الخيار في العلبة الزّجاجيّة بعد تشريحه بالسّكين من دون تقطيعه.
- تُقسّم فصوص الثّوم بكمّيّة مناسبة إلى نصفين، وتوضع فوق الخيار.
- يُخلط الماء والملح والسّكّر جانبًا.
- يُعبّأ الخليط فوق علبة الخيار حتّى يمتلئ.
- تُغطّى العلبة بإحكام، وتُحفظ بعيدًا عن الرّطوبة وضوء الشّمس، لمدّة أسبوع، أو إلى أن يتغيّر لونه وقوامه ويُصبح مخلل، وكلّما زادت فترة التّخليل، زات مرونته، ويكون مقرمشًا في بدايته فقط.
- بعد أن ينضج يُمكن إخراجه من الماء.
بحسب ما سَبَق والكثير ممّا لم يَرِد ذِكرُه، فإنّ مخلل الخيار والمخلّلات بشكل عامٍّ تمتلك فوائد مذهلة، وهي غذاء صحّيّ بامتياز، ولكنّ ما يثير مشكلة تجاهه هو كمّيّة الصّوديوم المستخدمة في إعداده، لأنّه قد يؤثّر سلبًا على الصّحّة، لذلك يجب مراقبة الكمّيّة المستهلكة منه يوميًّا.