القراءة السريعة

القراءة السريعة من أهم المهارات التي يحتاج إليها الطلاب أو هواة لتخفيض الوقت المُستغرَق لتصفُّح المادة العلمية أو الأدبية بين أيديهم، وعلى الرغم من أن المفهوم قد يبدو معقدًا للبعض، في الحقيقة القراءة السريعة من المهارات سهلة التعلُّم ويكتسبها الكثيرون بشكلٍ طبيعي في أثناء ممارستهم للقراءة كهوايةٍ أو خلال سنواتهم الدراسية.
في حال رغبت في زيادة سرعة قراءتك أو البدء في تعلُّم هذه المهارة من نقطة الصفر، فإليك هذه المجموعة من مهارات القراءة السريعة وأساليبها التي ستحتاج إليها في رحلتك حتى تتقن مهارة القراءة السريعة.

مهارات القراءة السريعة

تعتمد القراءة السريعة على مجموعةٍ من المهارات الأساسية التي يحتاج إليها القارئ لزيادة سرعة قراءته، وكل واحدةٍ من هذه المهارات لا ترفع بذاتها سرعة القراءة بشكلٍ ملحوظ، ولكنها -مجتمعة- تحدث تغييرًا كبيرًا في سرعة القراءة.
بعض هذه المهارات يحتاج إلى تدريبٍ متواصل، بينما بعضها الآخر يمكن تعلُّمه وتطبيقه مباشرة، وفيما يلي ستجد أهمَّها.

تدريب العينَين

يجب على القارئ السريع تدريب عينَيه بشكلٍ رئيسي على مهارتَين رئيسيتَين: الأولى تثبيت العينَين على الجملة وتحريكهما بسرعةٍ مناسبة لسرعة القراءة، ورفع سرعة هذه الحركة مع الزمن؛ والمهارة الأخرى تجاهل الكلمات التي قرأتها سابقًا، ويُمكنك الاستعانة بورقةٍ صغيرة لتغطية هذه الكلمات في المرحلة الأولى من التدريب، ولكن لاحقًا يجب التدرُّب على تجاهلها تلقائيًّا.
تدريب العينَين على هذين الأمرَين البسيطَين سيُسهم في مساعدة الدماغ على التركيز في الجزء المقبل من النصِّ دون تشويشه بكلماتٍ أخرى قُرِئت سلفًا، وبهذا تختصر أجزاءً من الثانية تنتقل فيها العينان من مكانٍ إلى آخر دون أية فائدةٍ فعلية للقارئ كما أنها صالحة لقراءة معظم و.

قد يهمك هذا المقال:   حكم عن النظافة

تدريب صوتك الداخلي

في أثناء القراءة، هناك دائمًا صوت يمكنك سماعه دومًا يقرأ الكلمات الموجودة أمامك، هو ذاته الصوت الذي تسمعه خلال قراءة هذه الكلمات، هذا الصوت هو صوتك الداخلي، وهو صوت ناجم عن حركة الحبال الصوتية دون إصدارها للصوت، وهو مرتبط بشكلٍ رئيسي بسرعتك في الكلام. Speed Reading Tips: 5 Ways to Minimize Subvocalization، Paul Nowak. Iris Reading. تاریخ الوصول: 13/09/2018.

يمكنك تدريب نفسك على الكلام بسرعةٍ أكبر، ومن ثمَّ تصبح سرعة صوتك الداخلي أكبر بشكلٍ تلقائي، وهذا أحد الأساليب المُتَّبَعة في تدريب الصوت الداخلي.
يمكنك أيضًا كتم هذا الصوت الداخلي نهائيًّا في أثناء القراءة، سيتطلب الأمر تركيزًا وجهدًا أكبر، ولكنه سيزيد من سرعة قراءتك واستيعابك بشكلٍ كبير.

اقرأ بسرعةٍ كلما سنحت لك الفرصة

كأية مهارةٍ أخرى، تحتاج القراءة السريعة إلى تدريبٍ مستمر، وربما لن تعثر على مواقف كثيرة مناسبة في الحياة اليومية للتدرُّب على هذه المهارة، لذا من المهم اختيار مادةٍ مقروءة سهلة كل فترةٍ وقراءتها بأسرع ما يمكن. يمكنك تجنُّب الكتب الدراسية المعقدة أو الروايات التي تحتاج إلى تركيزٍ كبير لفهمها، واختيار رواياتٍ بسيطة وسهلة وقصيرة، وزيادة سرعة قراءتك واستيعابك لهذا النوع من النصوص سيُسهم في زيادة سرعة قراءتك للنصوص الأخرى ذات الصعوبات الأعلى.
سرعة القراءة المتوسطة للإنسان 200 كلمةٍ في الدقيقة تقريبًا (أو 240 كلمةً في حالة القراءة من مادةٍ مطبوعة ورقيًّا)، يصل البعض بالتدريب المُكثَّف حتى 1,000 كلمةٍ في الدقيقة، ولكن يمكن اعتبار أي شخصٍ يستطيع القراءة بسرعةٍ أكبر من 300 كلمةٍ في الدقيقة قارئًا سريعًا (أو 400 كلمة في حالة القراءة من مادةٍ مطبوعة ورقيًّا) وهذا لأن هناك تعتمد على و في القراءة.
وتلعب نسبة الفهم أيضًا دورًا بارزًا في تحديد جودة سرعة القراءة، فالقارئ السريع الجيد يفهم حتى 80% من النص. Speed Reading Test Online، ReadingSoft. تاریخ الوصول: 13/09/2018.

قد يهمك هذا المقال:   القراءة للاطفال

أساليب القراءة السريعة

هناك الكثير من الأساليب المختلفة التي يُوظِّفها القرَّاء في استغلال مهارات القراءة السريعة الخاصة بهم، بعضها ربما يكون ملائمًا لأنواعٍ محددة من النصوص دون الأخرى، ولكن في المجمل، تختصر غالبية هذه الأساليب الكثير من الوقت اللازم للقراءة، وتُسهم -في كثيرٍ من الأحيان- في زيادة فهم المادة المقروءة.

التصفُّح

التصفُّح هو أحد أساليب القراءة السريعة الشائعة لدى طلاب المدارس والمتعلمين في الحقول الأكاديمية، ويُركِّز هذا الأسلوب على استخلاص أكبر قدرٍ ممكن من المعلومات دون الحاجة إلى معالجة كامل النص الموجود.
في هذا الأسلوب، يبدأ القارئ بقراءة الفهرس، ثم عناوين الفقرات الفرعية، وبعدها الفقرات الأولى والأخيرة في النص، والملاحظات والصور البارزة في الصفحات، وهذه الأجزاء تعطي فكرةً شاملة عن الموجود في الكتاب أو النص. وسواءً كانت القراءة تهدف إلى الاستذكار أو الحصول على المعلومة لأول مرة، يمكن للقارئ الاستفادة منها بشكلٍ كبير.

التلخيص

ربما يكون التلخيص من أساليب القراءة الأكثر شيوعًا، ولكنه كثيرًا ما يُوظَّف بطريقةٍ خاطئة تمامًا؛ فالتلخيص يأتي بعد الانتهاء من قراءة المادة على الأقل مرةً واحدة كاملة، ومن ثمَّ تصفُّحها على الأقل مرةً واحدة أيضًا.
بعد الحصول على فهمٍ عام للمادة، يمكن للقارئ وضع النقاط الأساسية أو كتابة ملخصٍ لكلِّ فقرةٍ أو صفحةٍ أو فصلٍ بشكلٍ جيد وتنسيقٍ أفضل، ويُركِّز هذا النوع من الملخصات على المعلومات المهمة، بعد أن يُميِّز القارئ بين المهم وغير المهم في النص.
يميل البعض إلى كتابة الملخصات على أوراقٍ منفصلة، بينما يشير البعض إلى النص الأصلي لتحديد الكلمات والعبارات المفتاحية، ولكلٍّ من الطريقتَين إيجابياتها وسلبياتها.

الاستعانة بالهاتف المحمول أو الحاسب الشخصي

ظهرت في السنوات الأخيرة مجموعة من ومواقع الويب التي تهدف إلى زيادة سرعة القراءة لدى المستخدم، تستغل هذه التطبيقات إمكانية عرض كلمةٍ واحدة على الشاشة لفترةٍ قصيرة جدًّا، وتُساعد القارئ للوصول إلى سرعات قراءةٍ كبيرة دون الحاجة إلى تدريبٍ مُطوَّل وهي وبكل تأكيد ترفع من .
يساعد هذا النوع من التطبيقات حتمًا في زيادة سرعة القراءة، ولكنه قد لا يكون متاحًا دائمًا بسبب الحاجة إلى توفير النص بصيغةٍ يمكن نسخها ولصقها ليعمل مع التطبيق.
يمكنك تجريب موقع (accelareader) كأحد أفضل هذه المواقع وأكثرها توافقًا مع اللغة العربية، لمعرفة إن كان هذا النمط من التطبيقات سيُساعدك في زيادة سرعة قراءتك أم لا.

قد يهمك هذا المقال:   الضمائر المتصلة

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *