بحث عن اهمية القراءة

القراءة

تُعرَّف القراءة بأنها قدرة المرء على معرفة الأحرف الهجائية ومن ثمَّ الربط بينها، ثم ترجمة معانيها وفهمها.
وتعريف القراءة هذا هو الذي يُعنى بنقل المرء من الأمية إلى معرفة و، أما القراءة كهوايةٍ أو منهج حياةٍ فتُعرَّف بأنها مطالعة والمجلات باستمرار، وما يتبع هذه المطالعة من تركيزٍ وفهم واستنتاج، وتحليل المحتوى الذي تمت مطالعته وتوظيفه.
والقراءة هي الحدُّ الفاصل بين العلم والجهل، وهي من أكثر الهوايات وأوسعها انتشارًا، ويُمكن للمرء أن يمارس هذه الهواية في أي مكانٍ وأي وقت.
ويُمكن تعريف القراءة أيضًا بأنها العملية التطوُّرية التي يبدأ المرء فيها بنطق الكلمات بشكلٍ سليم، ويُترجم الكلمات والرموز ويُحوِّلها إلى قيمٍ ومعانٍ تساعده وتُمكِّنه من التفاعل بإيجابيةٍ في حياته ومع من حوله.
كما يمكن القول إن القراءة عملية حسِّيَّة أيضًا بالإضافة إلى كونها عقلية، وكما ورد في دراسة PIRLS، فإنَّ تُعبِّر عن قدرة الأفراد -سواءً كانوا صغارًا أو كبارًا- على استنباط المعاني المختلفة من مجموعةٍ من النصوص المحتوية على الرموز وبنائها، ليس بهدف التعلُّم في المؤسسات التعليمية فقط، بل من أجل التمتُّع بالحياة اليومية؛ فمُمارسة القراءة كهوايةٍ تبني شخصية الفرد ومعرفته في المجتمع.

أهمية القراءة

كان الأمر بالقراءة أول ما نزل على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وبها بدأ نزول الوحي، فقد أمر الله سبحانه وتعالى رسوله بالقراءة والعلم والفهم في قوله عزّّ وجلَّ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾،سورة العلق، الآية 1. ولعلَّ هذا الأمر يُبيِّن ويُنبئ بفوائدها العظيمة على الفرد والمجتمع؛ فالمرء الذي يقرأ ويُطالع باستمرارٍ تكون لديه حصيلة من العلوم لا يمتلكها غيره ممَّن لا يقرأ ولا يطالع، لأنَّ القراءة مفتاح للعقل ومنبع العلوم والحضارة والرقي، ومصدر تقدُّم الأمم، ومهما حاول الأفراد حصر أهمية القراءة وفوائدها فلا يمكن ذلك؛ إذ إن لها فوائد جمَّة.
ويُقال إن أول مكتبةٍ أنشأها الفراعنة في القِدم كُتِب على بابها عبارة تفيد بأنَّ هذا المكان فيه غذاء للنفوس وطبٌّ للعقول.

قد يهمك هذا المقال:   كلام عن التفاؤل

أهمية القراءة للفرد

تعود القراءة بفوائد عديدة على الفرد نفسه، ومنها:

  • وسيلة لتعلُّم الثقافات المختلفة.
  • وسيلة الإنسان مع من حوله.
  • إبصار معارف الآخرين والاطِّلاع على خبراتهم وعلومهم.
  • تغذية الروح والعقل.
  • مهارة يمكن تعلُّم أية لغةٍ من خلالها.
  • فك رموز اللغة وتفسير ما تحمله الرموز من دلالات، بدءًا من الحروف والألفاظ وانتقالًا إلى الجُمل والعبارات.
  • للقراءة دور كبير في حياة المرء اليومية، فيقرأ الناس اللوحات الإرشادية في الطرقات، كما يقرؤون وصفات الأطعمة، والملصقات على عبوات الطعام، والنشرات الخاصة بالأدوية، والاستمارات الخاصة بتقديم طلبات التوظيف والحصول على الخدمات المختلفة من مختلف المؤسسات، وغيرها من الأمور الحياتية التي تتطلَّب أن يقرأ المرء ليحصل على المعلومات المهمة.
  • مقاومة التوتر والحؤول دون حصول الاكتئاب، إذ يكتسب القارئ أفكارًا جديدة قد يكون لها دور في التقليل من الأفكار السلبية التي اكتسبها خلال حياته أيًّا كان مصدرها، كما يمكن القول إن القراءة تساعد على التخلُّص من أمراضٍ عصبية بسيطة قد يعاني منها، البعض مثل الأرق والصداع.
  • تطوير قدرات الفرد الإبداعية، فكلما زادت القراءة زادت قدرة المرء على الإبداع، إذ إنها تساعده على التفكير بطرق جديدة خارجة عن الإطار المألوف.
  • تحفيز الذهن بشكلٍ دائم؛ فالقراءة تُعدُّ عاملًا من عوامل تحفيز الذهن، بالإضافة إلى السفر ومُمارسة الألعاب الذهنية مثل الشطرنج، وغيرها من الأمور.
  • زيادة الحصيلة اللغوية للقارئ من ناحية المفردات والتراكيب التي يحتاج إليها للتعبير عن نفسه والتواصل مع الآخرين.
  • تنشيط الذاكرة ومُساعدة العقل على التذكُّر وتمرينه، من خلال تلخيص الكتب أو الأخبار بعد قراءتها، سواءً كان تلخيصها كتابةً أو من خلال الرسوم التوضيحية.
  • تنمية القدرة على التركيز وتعزيزها، إذ يمكن للمرء أن يتأمل ويتفكَّر في الكتاب أو الخبر الذي يقرأه، كما أنه قد يُوظِّف خياله في حال قراءة روايةٍ أو كتابٍ يحتاج إلى توظيف الخيال، الأمر الذي يزيد من تركيز المرء ويُعزِّز تطوير هذه المهارة مع مرور الوقت.
  • تقوية الوصلات العصبية، وتطوير قدرة الدماغ على التحليل والتفكُّر والتواصل مع الآخرين.
  • تُعدُّ مهارةً حيوية تساعد المرء على إيجاد وظيفةٍ جيدة بأجرٍ مرتفع؛ فهُناك الكثير من الوظائف ذات الأجور المرتفعة تتطلَّب وجود مهارة القراءة واستيعاب النصوص بشكلٍ سريع والتفاعل في مكان العمل؛ فعندما تكون قدرة المرء على القراءة واستيعاب النص محدودةً يكون أبطأ في عمله، ومن ثمَّ تقل فرصته في الحصول على مثل تلك الوظائف.
  • تطوير مهارة القراءة يساعد على تطوير مهارة الاستماع بشكلٍ غير مباشر، إذ تُعدُّ مهارة الاستماع من أهم المهارات التي يحتاج إليها المرء في حياته الشخصية والعملية.
  • من السهل التلاعب بأفكار الشخص الأُمِّي، أو الشخص الذي لا يقرأ ولا يطالع؛ إذ تكون لدى القارئ الجيد ثقافة واسعة تُصعِّب التغلُّب عليه والتلاعب بأفكاره، وبذلك يمكن القول إن القراءة هي سلاح الأفراد في صراع الحياة، فالقارئ لا يُستهان به ولا بقُدراته.
قد يهمك هذا المقال:   أشهر النحاتين العرب

أهمية القراءة للمجتمع

من أهمية القراءة وفوائدها التي تعود بها على المجتمع، التالي:

  • معرفة أحوال الأمم السابقة وأساليب معيشتها وإنتاجها الفكري والاستفادة منها ما أمكن.
  • عامل أساسي من عوامل نهضة الأمم ورُقيِّها، وهي سبيل الشعوب إلى التقدُّم، فقد نهض المسلمون منذ القِدَم وأسسوا حضارةً تقوم على العلم والإيمان انطلاقًا من القراءة والتعلُّم.
  • تأكيد وجود الإنسان وحُريته وتحقيق السعادة له، فالقراءة هي ما يصنع وجود الإنسان، وهي الأساس في تكوين الحضارات وبناء الممالك.
  • الأخذ بأسباب القوة والنصر من خلال القراءة، فالأمم القارئة تحمي نفسها بقواعدها الأخلاقية وتتمسَّك بعقيدتها، كما تسعى إلى تقوية نفسها ابتداءً من تقوية الأسرة، كونها اللبنة الأساسية في المجتمع، ليكون مجتمعًا متماسكًا.
  • القراءة هي الأساس للسير في طريق الأدب والتحليل، ومن خلال القراءة تنشأ أجيال مفكرة وعالمة ونابغة، ومن خلالها ينشأ الأدباء، وهي سبيل الإبداع والاختراع.
  • يمكن بناء أمةٍ بكاملها من الكلمات المكتوبة، تمامًا كما يمكن بناء العلاقات الشخصية والعلاقات العملية، من هنا تنبع أهمية القراءة في بناء الأمم بنيانًا قويًّا يصعب التلاعب به أو الاستهانة به.

المراجع

  1. أهداف القراءة وعملياتها.
  2. القراءة تصنع الوجود الإنساني الرشيد.
  3. القراءة في حياتنا.
  4. 6 فوائد تعود بها القراءة والمطالعة على الصحة العقلية.
  5. القراءة وأهميتها للفرد والمجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *