الوقاية من المخدرات

معنى المخدرات

تعتبر المخدرات، أو ما يُعرف باسم أدوية الشارع، عقاقير وأدوية تؤثر على الجسم ولكنها غير مشروعة، حيث يتم تناولها دون استشارة طبية، وفي غالب الأحيان يكون لها تأثيرات كبيرة على الجسم وغير متوقعة، مما يحول إلى معاناة الأشخاص الذين يتناولوها صحياً، وتختلف هذه المضاعفات بحسب اختلاف نوع المادة المُتناولة وكميتها وعدد الأنواع المستخدمة في كل مرة وفي نفس الوقت وعدد مرات التناول، كما يساهم وزن الشخص وعمره وحالته النفسية والمكان الذي استخدمت فيه هذه المواد من المضاعفات التي تصيب هؤلاء الأشخاص.
كما يدقع الفضول أحياناً بعض الأشخاص لتعاطي المخدرات، لأنها تغير طريقة عمل واستجابة الجسم والعقل للأوامر والمؤثرات الخارجية وطريقة التصرف بشكل عام، أو قد يدفعهم الشعور بالضغط والمرور بظروفٍ قاسية للجوء لها وليتأقلموا مع الحياة بسهولة أكبر والشعور بالاسترخاء. ومن الجدير بالذكر بأن للمخدرات مصادر متعددة، فمنها يأتي من النباتات مثل نبات القنب والتبغ، أو قد تكون منتجات نباتية معالجة كالهيروين والكحول، أو من مواد كيميائية مصنعة، مثل الإكستاسي والأمفيتامينات. وتجب الإشارة هنا إلى أن هذه المواد المخدرة وغيرها لا تتشابه في طريقة التعاطي، فمن طرق تناول المخدرات:

  • فموياً، ويكون ذلك عن طريق الشرب بالفم أو البلع ويقوم الجسم بامتصاصها كأي نوع طعام.
  • التعاطي بالاستنشاق والشم، كأن يتم شم الغراء والطلاء ومواد ذات رائحة قوية.
  • الحقن في الوريد.

تلجأ فئة من الناس الذين يعانون من القلق والاكتئاب النفسي والاضطراب العاطفي ومشاكل نفسية إلى تعاطي المخدرات والكحوليات، وعادةً مع مرور الوقت تغدو نسبة منهم تحت قائمة المدمنين. والإدمان هو اضطراب مزمن يدفع المصاب به للإقبال على تعاطي المخدرات ويؤدي إلى حدوث اضطرابات عقلية وتلف دماغي، مما يؤثر على سلوكياتهم وصحتهم بشكلٍ عام. ومع هذا فلا يجوز إطلاق لقب “مدمن” على كل من تناول المخدرات، فللإدمان علامات إن ظهرت يصبح الشخص مدمناً، وهي :

  • تناول المخدرات والكحوليات بشكل كبير ومفرط لمدد زمنية طويلة.
  • السعي وراء الحصول على هذه المواد مهما كان الثمن.
  • عدم المقدرة على ضبط النفس لمنعها من تناول المخدرات.
  • الانطوائية والعزلة، حيث يصبح المدمن انطوائيتً ولا يختلط بأحد وربما قد يترك عمله أو دراسته.
  1. مرحلة التجريب، وهذه المرحلة كمثلها من أي أمر أو أي خطوة جديدة في حياة الإنسان، لابد من التجريب، ويكون استخدام هذه المواد نادراً جداً وبإرادة الشخص الكاملة.
  2. الاستخدام المنتظم، فعندما يتطور وصع التعاطي عند الفرد ويدخل في هذه المرحلة فإن استهلاكه للمخدرات يزداد ولكن بشكل منتظم، أو قد يتناول كلما شعر بضرورة ذلك.
  3. الاستخدام المحفوف بالمخاطر، وهنا يصبح تأثير هذه المواد خطيراً على حياة الشخص ويهدد حياته، كأن يتعرض لحادث سير أو أن يتعرض لمشاكل سلوكية بسبب تأثير هذه المواد على عقله والأوامر التي يصدرها.
  4. تكسب المخدرات الشخص الذي يتناولها الشعور بالراحة المؤقتة وبعده عن المشاكل، فيدوام على تناولها وتعاطيها إلى أن يصل إلى مرحلة الاعتماد الشبه كلي عليها رغم الضرر الذي تسببه له، ويكون الشخص في هذه المرحلة غير مبالٍ بمسؤولياته وعمله، ويزداد كمية وعدد جرعات المخدرات في اليوم.
  5. إذا وصل الفرد إلى مرحلة الإدمان فإنه يفقد السيطرة على نفسه ويصبح خارج نطاق السيطرة، إذ أن الإدمان يندرج تحت قائمة الحالات الطبية التي يتغير فيها الجسم وتضطرب الحالة النفسية بسبب كمية الكحوليّات الكبيرة الداخلة للجسم.
قد يهمك هذا المقال:   اهمية الكتابة

تزداد أعداد الوفيات بسبب المخدرات، ويعاني أغلب المتعاطين من آثار جانبية بسبب هذه المواد، ومن أبرزها:

  1. تلف جهاز المناعة.
  2. حدوث تلف دماغي.
  3. إجهاد الكبد وفشله، إذ أن هذه المواد خطرة على الكبد بشكل كبير.
  4. نوبات وسكتات دماغية.

على الرغم من المشاكل الصحية والنفسية والمادية والعاطفية وغيرها من المشاكل التي يسببها الإدمان إلا أن السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى توجه البعض للمخدرات ليس واضحاً لليوم، لكن التاريخ العائلي للإدمان والضغوطات المادية والنفسية والاجتماعية تندرج تحت قائمة عوامل اللجوء للإدمان.
ويعاني المتعاطون عادةً من مشاكل عقلية والعدوانية والاندفاع والتسرع، وتعرف باسم الاضطرابات العقلية. لكن ومع كل هذه الضغوطات اللامنتهية لابد من وجود طرق للوقاية من الوقوع في شباك المخدرات والإدمان عليها وإن كانت غير جذرية، ومنها:

  • التعامل مع الصدمات النفسية والمادية ( أو بشكلٍ عام ) بطرق غير المخدرات، كأن يقوم الشخص باستشارة أي أحد لديه الخبرة بما حدث معه أو مرّ بتجربته، أو قراءة الكتب بشكل مستمر، وهذا من شأنه أن يساعد في نضج الدماغ وإحسان التصرف في شتى الظروف مهما كانت.
  • الابتعاد عن رفقاء السوء والاهتمام بأمر اختيارهم منذ الصغر، فالأصدقاء يعتبرون من أهم الأسباب التي تحول إلى تعاطي المخدرات؛ لما لهم من تأثير في نفوس أصدقائهم.
  • الرقابة على الأطفال والمراهقين لأنهم الأكثر عرضة للإنجراف وراء المخدرات والإدمان.
  • الإطلاع على آثار الإدمان وعواقب تعاطي المخدرات، فالإلمام بمخاطر هذه المواد يزيد من حرص الأفراد على عدم تجربتها، كأن يعلم الشخص بأنها قد تؤدي إلى فقدان الوظيفة أو عدم إكمال الدراسة أو حدوث اضطرابات عقلية كثيرة.
  • تقوية العلاقات الإجتماعية في البيئة المحيطة، سواء أكان في العمل أو في المدرسة أو الجامعة أو مع أفراد الأسرة.
  • المشاركة في البرامج المجتمعية لمكافحة المخدرات والتبغ والكحول.
قد يهمك هذا المقال:   فن الكروشيه

دور المجتمع في الوقاية من الإدمان

يأتي دور المجتمع في الوقاية من الإدمان بأن يقوم المسؤولون بإطلاق حملات إعلامية توعوية من خلال الوسائل البصرية والمقروءة ومنصات التواصل الإجتماعي، وتصحيح الشائعات التي تدور حول المخدرات بأن لها فوائد وأنها تريح الأعصاب، أو أنه لا يحدث أي ضرر بسببها. وتساهم التوعية بالأمراض النفسية التي قد تؤدي للجوء للإدمان وحث ذوو الفرد على عدم التغاظي عن هذا الأمر، بالإضافة إلى سن قانون للعقوبات للذين يتعاطون والذين يتاجرون بالمخدرات والصّناع لهذه المواد والمروجون لها وكل ذو شأن بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *