أين تقع انطاليا
تقع أنطاليا في الجزء الجنوبي الغربي من ، وتمتلك المدينة شريط ساحلي على البحر الأبيض المتوسط، وتتميز أراضيها بالمنحدرات السهلية وسابقًا كان يطلق عليها اسم أنداليا، واليوم هي عاصمة لمقاطعة أنطاليا التركية.
وتعد أنطاليا من أهم وأشهر المدن التركية في الكثير من المجالات، ففي النشاط السياحي تمكنت المدينة من تحقيق جذب سياح بمعدلات متفاوتة تفوقت أحيانًا على مدينة أهم مدينة سياحية في تركيا، كما تنافست في أوقاتٍ عديدة مع أفضل المدن السياحية في العالم، وبالإضافة لأهميتها السياحية فهي أيضًا من أهم المراكز التعليمية في تركيا، فيدرس في أنطاليا ما يقرب من 300 ألف طالب، بين جامعتي أنطاليا وأكدنيز، وبالطبع للمدينة أهمية تاريخية لا يمكن إغفالها، فهي أقدم الموانئ القديمة التي أقيمت على البحر الأبيض المتوسط في عصر الدولة القديمة.
لمحة تاريخية عن أنطاليا
ظهرت المدينة سياسيًا منذ عام 150 قبل الميلاد، ويتوقع المؤرخون من خلال الاستكشافات والحفريات التي عثر عليها بالمدينة أن أول تواجد للسكان بها كان في القرن الثالث قبل الميلاد، وزادت أهمية المدينة بعد أن أصحبت ضمن ممتلكات عام 133 قبل الميلاد، فمنذ ذلك الحين ظهرت المدينة كميناء بحري عسكري ها، وإن كانت قد استخدمت كقاعدة عسكرية في وقتٍ سابق، ودخلت المسيحية للمدينة في القرن الثاني الميلادي، ومع انقسام الإمبراطورية الرومانية وظهور الإمبراطورية البيزنطية، ومن بعدها غزا السلاجقة أنطاليا وأقاموا بها، ثم أصبحت أنطاليا تابعة للإمبراطورية العثمانية، ومن بعدها بدأ سكان المدينة يتزايدون بشكلٍ مستمر، فيفد إليها الكثير من الأتراك المقيمين بأماكن متفرقة من الأناضول، وفي القرن التاسع عشر تضاعفت الزيادة السكانية، حيث توافد إليها سكان من البلقان والقوقاز منهم المسيحيين واليهود، وكان ذلك الإقبال للعمل بالنقل البحري الذي كان في أوج ازدهاره في ذلك الوقت، وظلت المدينة تابعة للدولة العثمانية حتى نهاية ، ففي نهايتها سيطر الإيطاليين على المدينة، ولكن تركيا استعادتها مع إعلان الجمهورية التركية سنة 1923م.
اقتصاد أنطاليا
رغم وجودها على ساحل البحر الأبيض المتوسط، إلا أنطاليا ليست من المدن المتمكنة في مجال الثروة السمكية، فالصيد فيها لا يتعدى كونه حرفة لبعض السكان، ولكنه لا يساهم بصورة واضحة في اقتصاد المدينة، والأمر ذاته بالنسبة للثروة الحيوانية، فلا تمتلك مدينة أنطاليا مراعي واسعة رغم كثرة المرتفعات الخضراء بها، ويكاد إنتاجها الحيواني أن يكفي حاجة سكانها، ولا تقوم في المدينة صناعات متقدمة، بل تقام بها فقط بعض الصناعات البسيطة، والتي لا تغني عن استيراد الكثير من المنتجات المصنعة من داخل تركيا وخارجها.
ويمكن القول بأن النشاط التجاري والزراعي فقط هم الأكثر فعالية وتأثير في اقتصاد المدينة، فالتجارة بها قديمة باعتبارها من أقدم موانئ البحر الأبيض المتوسط، فهي ميناء هام يخدم تركيا باتجاه الجنوب، ويخدم بعض الدول الأوروبية على جانبي المدينة وباتجاه دول حوض البحر الأبيض المتوسط، أما الزراعة فهي النشاط الذي يعمل به الكثير من سكان المدينة، فتزرع بها الكثير من الخضروات والفاكهة من أهمها الحمضيات والموز والزيتون والقطن والزهور، ومع كثرة إنتاج أنطاليا من النشاط الزراعي فإنها تعد السوق الرئيسي للخضر والفاكهة في تركيا، حيث تغطي 65% من احتياج السوق التركي. ويكيبيديا، أنطاليا، الاقتصاد.
الثقافة والفنون
لمدينة أنطاليا أهمية ثقافية وفنية كبيرة بين المدن التركية، فتحتضن المدينة الكثير من المتاحف الفنية، كما تقام بها الكثير من المهرجانات المحلية والدولية، ومن أشهر تلك المهرجانات البرتقالة الذهبية للأفلام، وهو أشهر وأهم مهرجان للأفلام في تركيا، وأيضًا مهرجان أوراسيا السنيمائي الدولي، ومهرجان البحر المتوسط للموسيقى، وغيرها من المهرجانات المعنية بالفن بمختلف ألوانه من موسيقى لتمثيل لرقص شعبي ورقص باليه، وغيرها من التي جعلت من المدينة أهم الأماكن التي تزدحم بالمشاهير من الفنانين طوال العام.
السياحة في أنطاليا
تتربع على قائمة المدن التركية الأكثر جذبًا للسياحة، فهي بلا منازع تمتلك أفضل شواطئ على البحر الأبيض المتوسط، وتقام بها منتجعات سياحية على مستوياتٍ مختلفة، ومن أهم شواطئ المدينة شاطئ لارا وشاطئ كونيالتي، وهي شواطئ تتميز برمال ناعمة كالحرير، ومياه صافية ونقية وأمواجها هادئة، وقد نالت شواطئ أنطاليا جائزة الراية الزرقاء الدولية، وهي أفضل الجوائز التي يتم منحها للشواطئ الأكثر جمالًا على مستوى العالم.
كما تمتلك الكثير من الأماكن الأثرية التي بقيت من الحضارات القديمة التي قامت على أرضها في حقب زمنية عديدة، فكل حضارة تركت بصمتها على أرض المدينة فأغنتها بتراث تاريخي لا يتواجد في أي مدينة أخرى، ومن أهم الأماكن التاريخية بالمدينة:
- المدينة القديمة: أقيمت هذه المدينة في فترة السيطرة البيزنطية على أنطاليا، وتتميز بشوارعها الضيقة وطراز البناء البيزنطي الذي يظهر في العديد من مبانيها، مثل برج الساعة الذي لازال موجودًا حتى اليوم، كما يوجد فيها الكثير من المتاجر التي تعرض مقتنيات قديمة، وتنتشر فيها المقاهي التراثية، أهم الأماكن السياحية في أنطاليا. كما يشير سور المدينة لتاريخ تشييدها، وعظمة بناءها، كما يوجد بها بوابة الإمبراطور الروماني هدريان، وهي بوابة قديمة تعود للقرن الثاني الميلادي.
- مركز كاليتشي: من الأماكن الأثرية التي تعود للعصر العثماني، فنظهر في جميع أرجاء المكان المنازل العثمانية القديمة التي انتشر تواجدها في جميع أراضي الدولة العثمانية، وقد خضعت المنطقة للترميم للحفاظ على تراثها التاريخي، وتضم المنطق أيضًا أسواق سياحية ومقاهي قديمة.
- مسجد يلفيف منارة: وهو من أهم الأثار الإسلامية القديمة، وقد بناه السلاجقة حينما دخلوا المدينة، ويتميز بالبلاط الأزرق الداكن الذي استخدم في أرضيته، وأيضًا الفيروز الذي استخدم لتزيينه، ويعتبر المسجد اليوم من أهم المزارات الدينية في المدينة.