بحث عن القراءة

بحث عن القراءة

القراءة لا تعني تعبئة وقت الفراغ أو التّسلية، بل غرضها هو الفهم والاستيعاب وتوسيع مدارك الشّخص في الحياة. ولقد حثَّ على القراءة والعلم في مواقف كثيرة، وأول مثال على ذلك آية (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، والأمثلة من السيرة النّبوية كثيرة منها أن فدية أسرى بدر كانت أحدها تعليم عشرة مسلمين القراءة والكتابة، كما كان من أدعية الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: (اللهمّ إنِّي أعوذ بك مِن عِلْمٍ لا ينفَع، ومِن قلبٍ لا يَخْشَع، ومِن عَيْنٍ لا تَدْمَع، ومِن أُذُنٍ لا تَسْمَع).

ولا تزال القراءة التّقليديّة أو قراءة الكتب من الإنترنت مهارة مُهمّة، برغم انتشار الهواتف الذّكيّة والتلفاز، وقضاء أوقات طويلة على . وما زال النّاس يقرؤون ولكن ليس بنفس القدر الذي كان يقرأه النّاس سابقًا، وذلك بسبب العديد من الأسباب؛ أحدها أنّهم لا يقرؤون جيّدًا، والقراءة عندهم عمليّة بطيئة وعسيرة، ولا يتذكّرون ما يقرؤونه بقدر ما يجب، وحتّى الطلاب يُضطرون لإعادة الدّرس مرارًا وتكرارًا قبل حفظه وفهمه، قد يكون سبب هذا راجعًا إلى الأمثلة البسيطة التي يدرسها الطّلاب في بداية مشوارهم، إضافة إلى كسل الطّلاب في البحث عن نصوص قراءة قويّة ليتعلّموا القراءة بشكل جيّد.

كيف تكون القراءة فعّالة

كل شيء يجب أن يكون له خُطَّة حتّى يُستفاد منه أقصى استفادة، ولا تضيع الجهود فيه سُدًى، وهذه بعض استراتيجيات تذكُّر القراءة بعد الانتهاء منها:

قد يهمك هذا المقال:   مستويات القراءة

القراءة لغرض

يجب أن يكون لكل شخص هدف من قراءته للكتب، حيث يجب أن يلازم القارئ التّفكير في كيفيّة تحقيق هذا الهدف أثناء القراءة. ولا يُمكن تذكّر القراءة من دون التّحقّق باستمرار من هدف قراءته، وهذا يُساعد القارئ على البقاء مُركّزًا على مُهمّته، ويُركّز على أجزاء النّص الأكثر مُلائمة لهدفه، والبحث باستمرار عليه في النّص، وهذا يوفّر وقت وجهد القارئ؛ لأنّه يُعلّمه ، وملاحظة العناصر الأكثر أهمّيّة في النّص.

يجب أن يكون تحديد الهدف سهلًا ومُقسّمًا إذا كان اختيار النّص بحريّة. مثلًا لفهم مجموعة من النّاس يُمكن تقسيمُهم بحسب الأديان أو الأعراق أو الجغرافيا، أمّا إذا كان الموضوع سياسيًّا يُمكن طرح سؤال لماذا يجب تأييد هذه السّياسية ومعارضة تلك؟ وقد يكون هدف القراءة تطوير خطّة أو اقتراح، أو لتلبية مُتطلّبات دراسيّة، أو دورة أكاديميّة.

مسح المادة قبل رؤيتها

بعض مواد القراءة تكون على شكل عناوين وصور ورسومات بيانيّة وجداول، وهذه لا تتطلّب أكثر من قراءتها بشكل سريع، والتّركيز على الهدف من وراء .

بعد مسح المادّة كاملة، واستخلاص المطلوب منها، من المفيد تقسيمها؛ لأنّ التّقسيم يُسهّل المُذاكرة والتّذكر، ويوجّه التّفكير نحو النّقاط المهمة فقط، ويكوّن صورة للورقة كاملة في الدّماغ ممّا يُسهّل حفظه وتذكّره.

تصفّح المواد على الإنترنت يُشجّع على القراءة أيضاً، لأنّ المحتوى على الإنترنت يستخدم القوائم المُرقّمة أو التّعداد النُّقطي أو الشّرائط الجانبيّة أو الرّسومات؛ التي تُسهّل تصفّح الموضوع كاملًا وبسرعة. لكنّ هذه القراءة لا توفّر القراءة العميقة، مما يخلق عادة سيّئة في اختيار القراءة السّريعة دائمًا.

الدّقة في اختيار الملاحظات

تُستخدم أدوات التّمييز مثل أقلام التّحديد المُلوّنة، لتكون بمثابة أساس للصّور العقليّة، وإضافة على الهامش يُساعد في تذكّر النّقاط إذا كان من الصّعب إيجاد نقطة مترابطة لتمييزها معًا.

قد يهمك هذا المقال:   الكتابة الادبية

يستخدم جميع الطلاب تقريبًا أقلام التّحديد، ولكنّ العديد منهم إمّا يسلّطون الضّوء على الكثير من الجمل، أو يسلّطون الضّوء على الأشياء الخاطئة؛ لأنّ هدفهم أصبح التّحديد وليس الاهتمام بتحديد المُفيد من الصّفحة. إذا لم تحتوِ الصّفحة على مقاطع مميّزة لتحديدها، يُنصح باستخدام الورق المُلوّن اللّاصق في رأس الصّفحة وكتابة النّقاط المُعيّنة عليه.

يجب التّذكر أثناء تحديد النّص الهدف الرّئيسيّ من قراءته، ولما يجب تذكُّرُه، وكيف يتلاءم مع باقي التّحديدات. وبعد أخذ مجموعة من المُلاحظات، على القارئ التّوقُف قليلًا، ومُراجعة ما حفظ، ويمكن للملاحظات التي حدّدها أن تكون بمثابة مُساعد لتشكيل ذاكرة فوريّة وللدّراسة اللّاحقة. وهذه الطّرق تدعم تكوين الذّاكرة بطرق فعّالة للغاية.

التّفكير بالصّور

يُمكن للصّور أن تُعبّر بدلًا عن الكثير من الكلمات، إضافة إلى أنّ تذكُّر الصّور أسهل بكثير من حفظ الكلمات. يمكن للقرّاء أن يستخدموا الصّور الذهنية لحفظ معنى النّص، على سبيل المثال: استخدام الجملة الرّئيسيّة في الفقرة كنقطة بداية لصورة عقليّة. هذه الطّريقة مفيدة جدًا في الحفظ والتّذكّر، وأيضًا إنشاء صور للفقرات الفرعيّة وفروعها الأخرى.

التّكرار أثناء التّقدّم في القراءة

للتّدرب على الحفظ، يُنصح بالاطّلاع على الصّور العقليّة التي تمّ استخدامُها، وإعادة تركيبها، واستخدام العناوين البارزة لمساعدة تذكّر الصّور، وتكرار هذه الصّور الذّهنيّة كل يوم لعدة أيّام متتالية بعد القراءة.

التّكرار مع التّركيز على الأسئلة التّالية

  • كيف يتناسب هذا المُحتوى مع المعرفة السّابقة واللّاحقة؟
  • لماذا يقول المؤلّف هذا؟
  • ما هو الدّليل عليه؟
  • هل تتّفق الأفكار والاستنتاجات؟
  • ما هو التّطبيق العملي عليها؟
  • ما الذي يتطلّبُ حفظه؟

حيثُ تُساعد هذه الأسئلة على تطبيق الأفكار على السّياقات الأخرى، وتوليد الأفكار حول المحتوى، والتّركيز على ما يُقال، هذا لا يُساعد الذّاكرة فقط، بل هو فرصة للحصول على أفكار إبداعيّة حول هذا الموضوع، أي أنّ التّفكير لا يُساعد الذّاكرة فقط، وإنّما يُساعد على الفهم أيضًا.

قد يهمك هذا المقال:   كيف تكتب قصة

القراءة لفترة جيّدة من الوقت

إن مُحاولة القراءة عندما لا يكون بمقدور القارئ التّركيز، هي محض إضاعة للوقت، ولن يستفيد شيء من قراءته. فمُعظم الأشخاص لديهم اهتمام قصير لا يتجاوز الـ 15 دقيقة، ويجب ألّا يُحاولوا قراءة المادة المُكثّفة لأكثر من هذا الوقت، ثمّ أخذ استراحة بسيطة، ثمّ اختبار أنفسهم بما قرؤوه. يجب أيضًا التّدريب على التّركيز لفترة أطول مع الوقت.

التّدريب بعد الانتهاء من القراءة

بعد إنهاء المادّة المطلوبة، يجب إعادتها كاملة على الفور، وتجنّب المُلهيات وتعدّد المهام؛ لأنّها ستتداخل مع عمل الذّاكرة طويلة المدى، وأيضًا تكرار الإجابة على كافّة الأسئلة التي طُرحت في أثناء القراءة، ومراجعة جميع ما ذُكر على الأقل مرّتين في نفس اليوم، وتكرار قراءة التّلخيصات مرة أخرى في اليومين أو الثّلاث اللّاحقة.

المراجع

  1. سورة العلق الآية 1.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *