ما هو الكوليسترول؟
الكوليسترول هو جزيء عضويّ ضروريّ للإنسان والحيوان، وتمّ تصنيفه على أنّه ستيرول (ستيرول، المعروف أيضًا باسم كحول السّتيرويد، وهي مجموعة فرعيّة من المنشّطات، وفئة هامّة من الجزيئات العضويّة، وتحدث بشكل طبيعيّ في النّباتات والحيوانات والفطريّات، وأكثر أنواع السّتيرول المعروفة هي السّتيرول الحيوانيّ وهو الكوليسترول، وهو هامٌّ لذوبان الفيتامينات والهرمونات السّتيرويديّة في الدّهون)، وهو موجود في غشاء الخلايا في الأنسجة، وضروريٌّ لهرمونات السّتيرويد، وعُصارة المرارة في الجسم، وغالبًا ما يوصف نسيجه على أنّه مثل الشّمع النّاعم.
يمكن العثور على الكوليسترول في بعض الأطعمة، ولكن يتمّ إنتاجه أيضًا بواسطة الجسم يوميًّا، وفي الواقع، يُنتج الجسم الكوليسترول يوميًّا أكثر ممّا يستهلكه الشّخص من خلال نظامه الغذائيّ؛ حيث يقوم بتصنيع أكثر من 1000 ملليغرام من إجماليّ الكوليسترول، بينما يحصل في المتوسط على حوالي 300 ملليغرام فقط من الطّعام. هذا يُفسّر السّبب في أنّ الكمّيّات الغذائيّة لا ترتبط بالضّرورة بالكوليسترول الكلّيّ في الجسم، وأنّ تجنُّب المصادر الغذائيّة لن يكون فعّالًا في خفض نسبته، حتّى ولو كان الكوليسترول يمثّل مشكلة صحّيّة، حيث لا يحصل الجسم إلّا على رُبع كمّيّة الكوليسترول من النّظام الغذائيّ، والباقي يُنتجه هو، وعندما تقلُّ كمّيّة الكوليسترول من النّظام الغذائيّ، سيُضاعف الجسم إنتاجه منه؛ ليعوّض النّقص.
بحث عن فوائد الكوليسترول
اكتسب الكوليسترول سمعة سيئة في العقود السّتّة الماضية أو نحو ذلك، حيث إنّ معظم النّاس لديهم فكرة أنّه سيء بجميع أشكاله، ولكن هناك نوع جيّد من الكوليسترول ويجب المحافظة على مستواه ضمن المستوى الطّبيعيّ، ولسوء الحظِّ بسبب تلك الدّراسات التي أكّدت ضرر الكوليسترول على القلب والأدوعية الدّمويّة، تمّ إنشاء مصانع لمنتجات الألبان قليلة الدّسم، وتجنّب النّاس الكثير من الأطعمة التي قد تكون مفيدة جدًّا بالنّسبة لهم.
فوائد الكوليسترول للجسم
- يلعب الكوليسترول دورًا في تكوين أغشية الخلايا، وهياكلها، والمحافظة عليها، ويمكن أن يدخل الكولسترول بين جزيئات الدّهون المكوّنة للخليّة، ممّا يجعل غشاءها أكثر مرونة، كما أنّ الخلايا تحتاج إلى الكوليسترول أيضًا لمساعدتها على التّكيّف مع تغيرات درجات الحرارة.
- بما أنّ الكوليسترول يُستخدَم في صيانة جدران الخلايا، بما في ذلك خلايا الجهاز الهضميّ، فهذا دليل على أنّ الكوليسترول ضروريّ لسلامة الأمعاء، وتجنُّب تعرُّضها للشّقوق.
- الكوليسترول ضروريّ لصنع عدد من الهرمونات الحرجة، بما في ذلك هرمون الإجهاد (الكورتيزول)، كما يُستخدم الكوليسترول في صنع هرمونات التّيستوستيرون، والبروجستيرون، والإستروجين.
- يَستخدِم الكبد الكوليسترول في إنتاج العصارة الصّفراء، وهي سائل يلعب دورًا حيويًّا في تحليل الدّهون وهضمها.
- يُستخدَم الكولسترول بواسطة الخلايا العصبيّة للعزل.
- يحتاج الجسم إلى الكوليسترول لصنع فيتامين د، بوجود ضوء الشّمس، حيث يتمّ تحويل الكوليسترول إلى فيتامين د.
- يُساعد في دعم الجهاز المناعيّ عن طريق تحسين إشارات الخلايا التّائيّة وقد يحارب الالتهاب.
- ضروريٌّ لامتصاص الدّهون والفيتامينات القابلة للذّوبان في الدّهون مثل فيتامين إي، وفيتامين أ، وفيتامين د، وفيتامين ك.
- الكوليسترول ضروريّ لإنتاج هرمونات السّتيرويد والكورتيزول والألدوستيرون وهي ضروريّة لتنظيم الإيقاعات اليوميّة، والوزن، والصّحّة العقلية، وما إلى ذلك.
- يتم استخدامه في امتصاص السيروتونين في الدّماغ، وهو أحد النّواقل العصبيّة الكيميائيّة التي تُحافظ على سلامة العقل وصحّته، وتُحافظ على السّعادة والهدوء ضمن مستوياتها الطّبيعيّة، وتزيد التّركيز، وتضبط القلق، وتُساعد على استقرار العواطف.
- يعمل الكوليسترول مضادًا للأكسدة في الجسم.
- يُرسل الجسم الكولسترول من الكبد إلى أماكن الالتهاب وتلف الأنسجة؛ للمساعدة في إصلاحها.
- تُعدُّ الأطعمة الغنيّة بالكوليسترول هي المصدر الغذائيّ الرّئيسيّ للكولين، وهو أمر حيويّ للدّماغ والكبد والجهاز العصبيّ، وهامٌّ أثناء الحمل؛ ليُحافظ على التّطوّر السّليم عند الأطفال.
الفرق بين الكوليسترول الجيّد والسيئ
بعد ذِكرِ الفوائد السّابقة للكوليسترول قد يبدو أنّه مفيد 100%، ولكنّه يوصف أحيانًا بالسّيّء، وفيما يلي توضيح ذلك:
يحزِم الكبد الكوليسترول مع البروتينات الدّهنية، وهي مزيج من الدّهون والبروتينات، وظيفة هذه البروتينات الدّهنية تُشبه حافلات الرّكاب التي تنقل الكوليسترول والدّهون الأخرى مثل الدّهون الثّلاثيّة، والفيتامينات القابلة للذّوبان في الدّهون، وغيرها من الموادّ عبر مجرى الدّم، إلى الخلايا التي تحتاج إليها، ولكنّ البروتينات الدّهنيّة منخفضة الكثافة والتي تُسمّى أحيانًا بالكوليسترول السّيئ، تحصل على سمعتها السّيّئة نتيجة ارتباطها بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
يحتوي البروتين الدّهنيّ منخفض الكثافة على الكوليسترول أكثر من البروتين، ممّا يجعله خفيف الوزن، وينتقل البروتين الدّهنيّ منخفض الكثافة عبر مجرى الدّم ويحمل الكوليسترول إلى الخلايا التي تحتاجه، وعندما يتأكسد يمكن له أن يُعزّز الالتهاب، ويُجبرَ الدّهون أن تتراكم على جدران الأوعيّة الدّمويّة في القلب وبقية الجسم، وبالتّالي تُشكّل لويحات، ويمكن أن تتضاعف سماكة هذه اللّويحات، وقد تحدُّ أو تمنع الدّم أو العناصر الغذائيّة من المرور بشكل سليم خلال الأنسجة أو الأعضاء المصابة. أمّا الكوليسترول الجيّد أو البروتينات الدّهنيّة عالية الكثافة، فيحتوي على البروتين أكثر من الكوليسترول، ويكتسب سمعته الجيّدة لأنّه ينقل الكوليسترول من الخلايا إلى الكبد، ويُساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدّمويّة.
الخيارات الصّحّيّة للمحافظة على الكوليسترول الجيّد
من الهامِّ جدًّا مساعدة الجسم في الحفاظ على مستويات طبيعيّة من الكوليسترول الجيّد، مع أنّ النّظام الغذائيّ لا يتدخّل كثيرًا في ذلك، إلّا أنّ نمط الحياة يؤثّر على الجسم بشكلٍ عامٍّ، وفيخما يلي نصائح للمحافظة على مستويات الكوليسترول الجيّدة، وبالتّالي الحفاظ على صحّة القلب والشّرايين:
- ممارسة النّشاط البدنيّ بانتظام
- الابتعاد عن التّدخين
في النّهاية كلّ واحد مسؤول عن صحّتّه والمحافظة عليها بأفضل الطّرق الممكنة، والابتعاد عن أنماط الحياة التي تُضاعف مشكلاته.