بداية الدولة العثمانية

بداية الدولة العثمانية

تعد أكثر التي كان لها الفضل في توسع الإسلام في ، فعلى يد أعظم سلاطينها العاصمة البيزنطية؛ والمدينة الأكثر حصانة في أوروبا، ليكون ذلك بداية للسيطرة الإسلامية المطلقة في جنوب أوروبا وشمال إفريقيا.

أصول الدولة العثمانية

ينحدر سلاطين الدولة العثمانية من نسل الأمير الغازي بن سليمان شاه بن كندز ألب، الذي ينحدر من قبائل الأوغوز “الغز التركمانية” الذين سكنوا أسيا الوسطى في العصور المبكرة، وينتسب أرطغرل لقبيلة قايي على وجه التحديد، تلك القبيلة التي رافقت السلاجقة في رحلتهم من أسيا الشرقية إلى الأناضول، مع هجوم المغول على أقاليم شرق ايران،”الدولة العثمانية المجهولة دكتور / أحمد آق كوندوز، دكتور / سعيد أوزتورك”. وكانت القبيلة آنذاك تدين بالإسلام وعلى المذهب السني، وبعد وفاة سليمان شاه التركماني أصبح ارطغرل قائداً لقبيلة قايي خلفاً لأبي، وأصبح هو وقبيلته من القوات الأساسية في حروب السلاجقة.

وكان سلطان السلاجقة آنذاك قد تقلص وأصحبت سلطانهم قائماً في قونية، وكان الأمير علاء الدين كيقباد السلجوقي أميراً عليها، وقد اعتمد على ارطغرل في صد هجمات البيزنطيين، ومنحه الأمير لقب “أوج بكي” أي محافظ الحدود، وقد منحه الأمير مقاطعة كوتاهية الواقعة بالقرب من أنقرة؛ مقابل استمراره في حماية الحدود من جهته، وضم أرطغرل إليها مدينة سكود سنة 1231م، والتي كانت النواة الأولى ، فكانت هي العاصمة الأولى للدولة العثمانية عند نشأتها سنة 1299م.
كانت بداية المقاطعة التي منتحت لأرطغرل سنة 1231م مساحتها تقدر بحوالي 2000 كم2، ويعيش عليها حوالي 4 ألاف شخص، ومع توسعات ارطغرل ومحاولاته لتوسيع رقعة الأراضي الواقعة تحت سيطرته بحلول عام 1281م أصبح مسيطراً على مساحة تقدر بما يقرب من 5 ألاف كم2، وقد زاد عدد رعاياه مع زيادة عدد المقبلين عليه من التركمان، وبالإضافة إلى من انضم لصفوف جيشه من الروم المسيحين، وبذلك كان أرطغرل أول من دعم ، ليبدأ التأسيس لقيام الدولة بعد وفاته سنة 1281م.أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 26

قد يهمك هذا المقال:   عجائب الدنيا السبع القديمة

تأسيس الدولة العثمانية

بعد وفاة أرطغرل انتقلت زعامة الإمارة إلى ابنه عثمان، وكان آنذاك من قادة جيوش الدولة السلجوقية، وقد أخلص لها عثمان واستمر في حماية الحدود والتوغل باتجاه الدولة البيزنطية، وعلى الصعيد الإداري فقد اهتم بإمارته وشؤونها الداخلية، ومهد لقيام دولته بنقل القبيلة من نظام التنقل لنظام الاستقرار، وبدأ بتوسيع أراضي الإمارة على حساب الدولة البيزنطية، وفي سنة 1291م كانت أهم فتوحاته في جنوب سكود، حيث تمكن من السيطرة على مدينة “قره جه حصار”، والتي اتخذها قاعدة لتوسعاته، وأمر بأن يذكر اسمه في الخطبة فكانت بداية استقلاله.المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 116

الاستقلال عن السلاجقة

في الآونة التي كان فيها عثمان بن أرطغرل يواجه الجيوش البيزنطية ويتغلب عليها؛ تعرضت الدولة السلجوقية لهزيمة ساحقة، حيث تغلبت الجيوش البيزنطية على أمير الدولة السلجوقية في قونية، على إثر هذه الهزيمة رأي عثمان أن زوال الدولة السلجوقية قادم لا محال، فقرر الاستمرار في نحاجه دون وصاية، فأعلن استقلال دولته، وأعلن نفسه سلطاناً على الأراضي التابعة له، ووصلت فتوحاته حتى بحر مرمرة والبحر الأحمر.المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 116.

واستمر عثمان بن أرطغرل في مهاجمة حدود الدولة البيزنطية، رغبة منه في توسيع رقعة دولته على حساب أراضيها، ونشر الإسلام في تلك الأراضي، ووصلت الفتوحات حتى مدينة بورصة الواقعة بالقرب من بحر مرمرة، فقد تمكن ابنه أورخان من السيطرة على بورصة، وكانت تلك أخر فتوحات عهد عثمان بن أرطغرل، فقد وافته المنية في اليوم السادس من أبريل سنة 1326 م، وكان عمره آنذاك سبعين عاماً. واستمر عثمان بن أرطغرل في مهاجمة حدود الدولة البيزنطية، رغبة منه في توسيع رقعة دولته على حساب أراضيها، ونشر في تلك الأراضي، ووصلت الفتوحات حتى مدينة بورصة الواقعة بالقرب من بحر مرمرة، فقد تمكن ابنه أورخان من السيطرة على بورصة، وكانت تلك أخر فتوحات عهد عثمان بن أرطغرل، فقد وافته المنية في اليوم السادس من أبريل سنة 1326 م، وكان عمره آنذاك سبعين عاماً.الميرالآي إسماعيل سرهنك: تاريخ الدولة العثمانية: صفحة 14

قد يهمك هذا المقال:   السياحة في كمبوديا

الترسيخ لسلطان الدولة العثمانية

بعد وفاة وسلطانها الأول عثمان بن أرطغرل؛ خلفه على الحكم ابنه أورخان، ولأن الدولة كانت لاتزال في أطوار نشأتها، فقد اهتم أورخان بتدعيم النواحي العسكرية والإدارية، حتى يتمكن من إقرار الأوضاع الداخلية والخارجية معاً، فقد بذل في سبيل ترسيخ الكثير من الجهد، واتبع خلفاءه سياسته ذاتها، إلى أن واجهة الدولة أولى انتكاساتها سنة 1402، عندما تمكن المغول من إلحاق الهزيمة بهم وأسر السلطان الرابع للدولة العثمانية بايزيد بن مراد الأول.

أهم أعمال أورخان بن عثمان

  • قسم دولته إلى ولايات وجعل من مدينة بورصة عاصمة لها.
  • اهتم بالجيش وقسمه إلى فرق، واهتم بشكلٍ خاص بفرقة تتألف من مسيحي الروم، فاهتم بتدريبهم وإعدادهم بأفضل عتاد، وأطلق عليهم اسم الإنكشارية، وكانت هذه الفرقة بطاقة دخوله لأراضي الدولة البيزنطية.
  • توسع على حساب الدولة البيزنطية فاستولى على مدينتي نيقية وإزميد.
  • وصل حتى أسوار ، ولم يتمكن من فتحها ولكنه تمكن من إلقاء الرعب في نفوس البيزنطيين.
  • وصل بفتوحاته لجزيرة غاليبولي وأقر الأوضاع فيها للعثمانيين سنة 1357 م.
  • بدأ في عهده استقرار العثمانيين في الأراضي الأوروبية، حيث وصل بفتوحاته حتى أسوار مدينة أنقرة من جهة وتراقيا من جهة أخرى.
  • تغلب على أمير قرمان واحتل أنقرة.
  • توجه بفتوحاته نحو الأراضي البلقانية، وتمكن من السيطرة على مدينة أدرنة، ومن ثم اتخذها عاصمة لدولته للاستمرار في التوسع في أوروبا.قصة إسلام: السلطان الغازي مراد الأول (761- 791هـ). تاريخ التحرير: الأحد، 28 آذار/مارس 2010
  • أحاط البيزنطيين بفتوحاته، فأستولى على مدينة سالونيك، ومدينة صوفيا.
  • وصل بفتوحاته حتى إقليم قوصوة وخاض حراباً ضارية ضد الجيوش البيزنطية، انتهت المعركة بانتصار العثمانيين، ولكن بنهايتها لقى السلطان مراد الأول حتفه، فوافته المنية سنة 1385 م.
  • وجه الكثير من الهجمات ضد الدولة البيزنطية واستولى على أخر ممتلكات البيزنطيين في أسيا الصغرى وهي مدينة ألاشهر.
  • أخضع لسيطرته أراضي البلغار الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي من سنة 1393م.
  • واجهت الدولة العثمانية في عهده أكبر تجمع للدولة الأوروبية، فكانت حملة صليبية تجمع بها أمراء أوروبا من المجر وفرنسا والنمسا وبلغاريا وبافاريا، وفرسان القديس يوحنا وغيرهم، ودارت معركة نيقوبولس سنة 1396م، وانتهت بانتصار القوات العثمانية.المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، صفحة 120
  • حاصر مدنية القسطنطينية مرتين، إلا أنها استعصت عليه، بسبب مناعة أسوارها، واستماتة البيزنطيين في الدفاع عنها.
قد يهمك هذا المقال:   كم مساحة مصر

ورغم الإنجازات التي شهدها عصر السلطان بايزيد الأول إلا أن القوات المغولية كتبت نهاية عهده، فدارت بينه وبين المغول معركة أـنقرة سنة 1402م، واليت انتهت بهزيمة العثمانيين، وأسره قائد المغول تيمورلنك، وظل بالسجون المغولية في سمرقند حتى وفاته سنة 1403م.أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 72

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *