حلول لمشكلة الطلاق
مشكلة هي مشكلة مقلقة جدًا في كل المجتمعات العالمية، لأن الطلاق حتى لو كان سبيل جيد لحل الكثير من المشاكل العائلية، لكنه في الأخير يسبب انكسار في المنظومة الأساسية لبناء المجتمعات السوية والسليمة، وهي المنظومة الأسرية، التي كلما كانت مستقرة، كان المجتمع أكثر استقرارًا ورخاءً، كما أن الجميع يخسر غالبًا في الطلاق، فالمرأة العربية تخسر صورتها من متزوجة إلى مطلقة، والرجل يبدأ في البحث عن بديل للزوجة، وحتى لو ظهر أنه غير مُتأثر ولكن صعب على الرجل أن يتخيل أن زوجته الأولى تتزوج أحد غيره، وتكمل معه حياتها، أيضًا الخاسر الأكبر هم الأطفال، فالطفل يخسر فكرة الأسرة المستقرة، ولا شك أن الطفل الذي ينشأ في بيئة فيها الأب منفصل عن الأم، سيكون في المستقبل لديه استعداد على أن يكرر الأمر بسهولة، وفي هذا المقال سيتم عرض أفضل الحلول البناءة .
عدم فرض الأهل لشريك الحياة لأبنائهم
الحقيقة أن الأهل خصوصًا في المجتمع العربي هم من أكبر أسباب الطلاق، وذلك ليس اتهام لأحد، ولكنه حقيقة لا يجب التغافل عنها، وذلك يحدث عادة من خلال فرض عملية الزواج على أحد الأبناء أو البنات بالقوة، هذا الأمر يعد تدمير لمسالة الاختيار الحقيقي للزواج، حيث أن المتحكم في الاختيار يكون الأهل وليس الأبناء، ومن هذا المنطلق الاتفاقات تكون بين الأهل، ولا توجد فترة اختبار حقيقية كافية، سوى بعد الزواج، والذي غالبًا يكون غير ناجح، بسبب عدم التكافؤ الفكري بين الطرفين، فبعد الزواج كل من الزوج و يكتشف أن لديه طبيعة تختلف تمامًا عن الآخر، وللأسف بعض فترات الخطبة تكون قليلة لا تتخطى الستة أشهر، وهذا الوقت ليس كافي بسبب أن التقاليد العربية تمنع جلوس المخطوبين بمفردهم، وهذا الأمر يجعل الزواج فيما بعد شديد الصعوبة على الاثنين، ولذلك لا يفضل فرض الأهل للزواج على أولادهم، لأنه في النهاية قد ينتهي بالطلاق وحينها بدلًا من أن يكونوا قدموا خدمة لأبنائهم سيقدمون جرح عميق اسمه الطلاق.
الثقافة حول الزواج
للأسف العديد من الشباب يتزوجون دون أن يعلموا أي شيء عن الزواج، وربما يكون الزوج والزوجة في غاية الطيبة والمحبة، ولكن طرق التعبير والتعامل تكون مفقودة بينهم، وهذا الأمر يكون بسبب جهل أحد الزوجين بما يحتاجه الزواج، والحقيقة أن القراءة والمعرفة، أهم بكثير من نصائح الأم والأخوة والأصدقاء، وذلك لأن الكتب فيها نصائح عامة، في حين أن النصائح الأخرى التي تأتي من الأقارب تكون نصائح شخصية، مبنية على شخصية الزوجين الذين يقدمون النصيحة، ولذلك قد تكون هذه النصيحة غير فعالة بالنسبة للمتزوجين حديثًا، أيضًا كلما عرف الرجل تثقف الرجل عن طريقة تفكير المرأة واحتياجاتها والعكس من قبل المرأة، وكلما قدم كل منهم للأخر الحب والاحترام، سيبتعدون تمامًا عن مشكلة الطلاق.
الاحترام يطرد الطلاق
في الزواج؛ الاحترام أهم من الحب، وهذا الأمر مبني على العديد من التجارب الموجود في أمهات الكتب من قديم الأزل، وذلك لأن احترام الزوج لزوجته سيجعله يخاف كثيرًا في تعامله معها، فهو لن يجرحها بسبب احترامه لمشاعر، أيضًا الزوجة التي تحترم زوجها ستفهم قيمة الطاعة بالنسبة لها وله، وستدرك أن احترامها لزوجها ليس ضعف، والرجل أيضًا سيدرك أن خضوعها له ليس ضعف منها، بل احترامًا منها له، الاحترام هو الوسيلة الرائعة لرعاية الحب، الاهتمام قد يقل ويزيد حسب الحالات المزاجية للمتزوجين، ولكن الاحترام هو قناعة، وكلما كان ثابت وراسخ في حياة الزوجين كان الزواج ناجحًا.
البداية الجديدة
لأجل الابتعاد عن مشكلة الطلاق، فالبداية الجديدة هي وسيلة جيدة لإنبات حُب جديد، حتى لو كان الحب يَضعف بسبب خطأ مُعين في حياة الزوجين، فالحقيقة أنه مثلما يموت الحب، فالحب يحيى من الموت أيضًا، وهذا عن طريق إعطاء فرصة حقيقية من الطرفين كل منهم للآخر، لإثبات أن علاقتهم تستحق أن يحاولان من أجل نجاحها.
فترة استراحة
في حالات معينة، يمكن أن يعطي كل من والزوجة أنفسهم استراحة من الآخر، هذا الأمر قد لا يصلح لكل الأزواج، ولكنه يصلح مع بعض الناس، فكرة الاستراحة مهمة جدًا للرجل والمرأة، ليرى كل شخص حياته من دون الآخر، كما أن كل منهم سيعطي لنفسه الفرصة لإعادة القدرة على الغفران للآخر، كما أن المسئوليات ستقل على الاثنين، هذا بخلاف أن الاشتياق سينبت، فحتى لو كانوا قد وصولوا لمرحلة قرروا فيها الطلاق، ربما هذه الاستراحة تكون إعلان حقيقي عن قيمة الآخر، وكل منهم سيفهم أن الطلاق والابتعاد ليس حل، بل الحل الأفضل أن يتخطوا مشاكلهم بأنفسهم.
النقاش
من أهم الأساسيات لحل مشكلة الطلاق هي النقاش، حيث أن تخزين المشاعر السلبية، والتربص للآخر هما من أسوأ الصفات التي قد يتسم بهما شخص متزوج، النقاش العقلاني حل رائع جدًا، خصوصًا للأزواج اللينين في التعامل، هناك ، النقاش لا يأتي معهم بأية نتيجة، ولكن أيضًا هناك أزواج ينتظرون النقاش البناء، ولذلك عندما يتم عرض المشاكل بين الزوج وزوجته، كل واحد منهم سيتكلم بما في داخله، حينها سيتحول النقاش إلى عتاب، ولو كان بينهم أي نوع من أنواع الحب، سيعرفون أن العتاب هو أمر غرضه استكمال الحياة ولكن دون تكرار نفس الخطأ، ولذلك الأطباء المختصين في المشورة الزوجية يجعلون كل من الزوج والزوجة يتكلمون عن السلبيات التي يرونها في أنفسهم وفي شريك حياتهم، وعن طريق هذا الحديث، يبدأ كل منهم في فهم الآخر، وعن طريق كشف الدواخل يستطيع كل من الرجل والمرأة الحفاظ على الزواج بصورة سوية.
إعطاء شريك الحياة مساحة شخصية
التسلط هو واحد من أكبر مشاكل الطلاق، ويظهر التسلط كثيرًا في عملية حرمان الآخر في أن تكون له مساحة شخصية، سواء من الزوج أو الزوجة، من المفترض أن يفهمون أن هناك حق لكل منهم لنفسه، هم أزواج بالفعل، ويعملون بالفعل كل منهم لأجل الآخر، ولكن هذا لا يمنع، أن الشعور بعدم وجود حق شخصي سواء للزوج أو للزوجة في أنا يكون لهم جزء من وقتهم أو تفكيرهم أو وجهة نظرهم أو رغبتهم لهم فقط، دون أي سلطة من الآخر، ويجب على الآخر الثقة في أن هذه المساحة الشخصية لن تضره، ولن تؤثر على سلطته الزوجية.