تلعب الفيتامينات أدواراً مهمة في الجسم، حيث تساعد على النمو، وبناء العظام، وتكوين الدم، والوقاية من الأمراض، ويحتوي الغذاء الصحي على الكميات الموصى بها يومياً من الفيتامينات، بالإضافة إلى إمكانية تناولها دوائياً كمكملات، ويقوم الجسم بتصنيع بعض الفيتامينات بواسطة الباكتيريا الطبيعية الموجودة في الأمعاء.
ويتكون الغذاء الصحي من خمس حصص من الفاكهة والخضروات يومياً تضاف إلى الوجبات الرئيسية والبينية، فالفواكه والخضروات مصادر غنية بالفيتامينات والمعادن، مع تقليل عمليات طهي الخضروات حتى لا تفقد محتواها الغذائي مع الطهي، إضافة إلى الحليب ومشتقات الألبان التي تعتبر مصدراً مهماً لفيتامين د الذي يحافظ على سلامة بناء العظام في مختلف المراحل العمرية للإنسان.
فيتامين د
يتم تصنيع فيتامين د داخل الجسم عن طريق التعرض لأشعة الشمس وذلك عن طريق تحول مادة pro-vitamin D إلى فيتامين د، كما يتم الحصول عليه من الأغذية المحتوية عليه، حيث فيتامين د يوجد في الأسماك كالتونا والساردين، وفي وصفار البيض، والزيوت النباتية، واللحوم وخاصة الكبد، والحليب ومنتجات الألبان، وزيت كبد الحوت.
ويوجد نوعين من فيتامين د، يرمز لهما بـ د 2 و يوجد في المصادر النباتية، و د 3 و يوجد في الأنسجة الحيوانية وخصوصاً الكبد، ويصنع في جلد الإنسان عند التعرض لضوء الشمس، وفيتامين د بعد تصنيعه يتم تخزينه في الكبد لمدة شهرين إلى أربعة شهور، حيث يحتفظ جسم الإنسان بمخزون من الفيتامينات الذائبة في الدهون وهي فيتامين ك ، فيتامين هـ ،فيتامين د و ، بينما لا يتم تخزين الذائبة في الماء لسرعة تخلص الجسم منها عن طريق الكليتين.
ويبلغ المقدار الموصى به يومياً من فيتامين د 10 مايكرو غرام، وتقوم شركات الألبان عالمياً بتدعيم منتجاتها بفيتامين د، حيث أن الكميات التي يحتوي عليها الغذاء قليلة.
ويحتاج ذوو البشرة السمراء لتعرض أطول لأشعة الشمس ليتمكنوا من إنتاج فيتامين د، حيث تعيق وصول أشعة لشمس فوق البنفسجية، مع ملاحظة أن ساعات النهار والليل تختلف من بلاد لأخرى في تناسق مع هذه الخصائص والاحتياجات، فتبارك الله أحسن الخالقين.
ويزيد الاحتياج لفيتامين د عند الأطفال وكبار السن، وفي حالات هشاشة العظام، وفي فصول السنة التي لا يتم فيها التعرض لأشعة الشمس بصورة كافية، وذلك لضمان امتصاص الكالسيوم بمقدار كافٍ.
وظائف فيتامين د
يتحول فيتامين د في الكبد إلى (25-hydroxyvitamind) والذي يعتبر أحد الإنزيمات التي تعمل على تنقية الجسم من السموم، ثم يتحول في الكلى إلى الصورة النشطة من فيتامين د (dihydroxyvitamind-1,25) والذي يعتبر هرموناً مسئولاً عن تنظيم مستوى الكالسيوم والبوتاسيوم في الجسم، ويتم تنظيمه من خلال نظام التغذية الراجعة العكسية، حيث يعمل فيتامين د كمحفز أو مثبط لعملية تحويله من الصورة غير النشطة إلى الصورة النشطة في الكليتين وذلك حسب الحاجه، وحسب مستواه في الدم.
و يقلل فيتامين د من التكاثر غير المضبوط للخلايا، ويزيد من الموت الخلوي المبرمج للخلايا التي انتهى عمرها الافتراضي، لذلك فهو يقي من السرطان، ويعمل على إدخال وتثبيت الكالسيوم في العظام، ومن وظائفه أيضاً تنظيم استجابات ، والمساعدة في نمو وتمايز الخلايا الطلائية في جسم الإنسان.
ويقوم فيتامين د بتنظيم مستوى الكالسيوم في الجسم عن طريق عدد من الآليات:
- يزيد فيتامين د من امتصاص كل من الكالسيوم والفسفور في الأمعاء الدقيقة.
- يقوم فيتامين د بتنشيط خلايا العظام للبناء.
- يقلل فيتامين د من إفراز هرمون الغدة الجار درقية والذي يقوم بإخراج الكالسيوم من العظام ليزيد من مستوى الكالسيوم في الدم.
يتم تنظيم مستوى فيتامين د في الدم حسب مستويات الكالسيوم، والفسفور، وهرمون الغدة الجار درقية، ومستوى الصورة الغير نشطة من الهرمون الموجودة في الكبد، حيث يؤدي انخفاض الكالسيوم وانخفاض الفسفور وارتفاع هرمون الغدة الجار درقية لزيادة الإنزيم الموجود في والمسئول عن تحويل الفيتامين من الصورة الغير النشطة إلى الصورة النشطة في الكلى.
قياس فيتامين د
يتم قياس فيتامين د لتحديد أسباب حالات ارتفاع أو انخفاض ، أو أسباب وجود الكالسيوم بكميات كبيرة في البول، كما يستخدم في التشخيص التفريقي لأمراض العظام، ونظراً لعمل هرمون الغدة الجار درقية الدائم في ضبط وتعويض مستويات فيتامين د في الجسم فإن فحصه يعتبر قليل الأهمية في التشخيص، ويستخدم بالاقتران مع فحوصات أخرى.
ينتقل فيتامين د في الدم عن طريق بروتينات ناقلة تنتمي لعائلة الألبيومين، ولكون الفيتامين بصورتيه النشطة وغير النشطة يوجد مرتبطاً بهذا البروتين الناقل، فإن قياسه قد يكون غير دقيقاً في الحالات التي يزيد فيها هذه البروتين مثل الحمل والعلاج بالاستروجين، أو الحالات التي يقل فيها هذا البروتين مثل أمراض الكلى.
ولأن عمر النصف للصورة غير النشطة من فيتامين د الموجودة في الكبد أسبوعين، بينما عمر النصف للصورة النشطة من الفيتامين الموجود المتحولة بواسطة الكلى 4 إلى 6 ساعات فقط، فعادة ما يتم قياس الصورة غير النشطة.
أما النواتج الهضمية لفيتامين د فيمكن قياسها على ثلاث مراحل في المرحلة الأولى يتم ترسيب البروتينات الناقلة للفيتامين، وفي المرحلة الثانية يتم إزالة الدهون والمواد التي تتداخل مع قياس الفيتامين، ثم يأتي القياس الكمي في المرحلة الثالثة.
كما يمكن استخدام الطرق المناعية والتي تقوم بتوفير أجسام مضادة لفيتامين د ترتبط بمادة مشعة، ويتم قياس الإشعاع الذي يدل على مقدار فيتامين د الموجود في العينة المأخوذة من جسم المريض.
نقص وزيادة فيتامين د
يتعرض لخطر نقص فيتامين د النباتيون، والمواليد المعتمدون في غذائهم على الرضاعة الطبيعية، وكبار السن.
والعلامات الظاهرة لنقص فيتامين د في الصغار تأخر التسنين، ولين العظام المعروف بمرض الكساح بأنواعه المختلفة، وفي الكبار تسوس الأسنان وتساقطها، وهشاشة العظام.
وينقص فيتامين د في حالات الفشل الكلوي، ونقص هرمون الغدة الجار درقية، ومع زيادة الكالسيوم المرتبطة بالأورام الخبيثة، وفي النوع الأول من مرض الكزاز المرتبط فيتامين د، وفي حالات زيادة الفسفور، وحالات نقص المغنيسيوم، وقلة التعرض للشمس، وسوء امتصاص فيتامين د، وقلة تناوله، وفي أمراض الكبد، وأمراض الكلى التي تسبب زيادة فقده في البول، وفي حالات نقص الإنزيم المسئول عن تحويله من الصورة غير النشطة إلى الصورة النشطة، وفي حالات استئصال جزء من الأمعاء.
أما زيادة فيتامين د فتسبب الصداع، والإسهال، والغثيان، وترسب الكالسيوم في الأعضاء والذي ينتج عنه أضرار مستديمة في القلب والكليتين.
ويزداد فيتامين د في حالات فرط الغدة الجار درقية، وسرطان الغدد الليمفاوية، وفي النوع الثاني من مرض الكزاز المرتبط بفيتامين د، وفي حالات التسمم بزيادة فيتامين د، حيث ينتج عن الفيتامينات الذائبة في الدهون وهي فيتامين ك، فيتامين هـ ، فيتامين د ، و فيتامين أ سُمّية إذا ما تم تناولها بكميات كبيرة زائدة عن الحاجة.