كيف تكتب كتاب

كيف تكتب كتاب

تُعتبر كتابة الكتاب وخاصّة الكتاب الأوّل، مشروعًا إبداعيًّا وليس سهلًا، ويستهلك الكثير من الوقت، وقد يتطلّب شهورًا أو سنوات، وقبل أن يُقرّر الكاتب كتابة كتاب، عليه أن يتأكّد من أنّه يملك الموارد العقليّة، والطّاقة الإبداعيّة، والوقت للقيام بذلك، وعليه أن يتخلّى عن الكثير من الأشياء والمُتع التي اعتاد القيام بها، ليصل إلى غايته، وعليه الالتزام بالكتابة حتّى عندما تبدو عملًا، أكثر من كونها شغفًا، وحتّى عندما لا يشعر الكاتب بالإلهام الكافي، تتطلّب كتابة الكتاب مثل أيّ مهارة، بعض الوقت للتّطوير، على سبيل المثال يحتاج الكاتب إلى تعلُّم مهارة كتابة المسودّة الأولى، ومهارة التّحرير الذّاتيّ، ومهارة ترتيب الأفكار، ويحتاج أيضًا إلى تنمية نقاط القوّة والضّعف لديه، بالإضافة إلى الخبرات الحياتيّة، حتّى أنّ الكتب التي يقرأها المؤلّف تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل المؤلف الذي سيصبِحُه، وفي هذا المقال سيتم التعرف على كيف تكتب كتاب.

تحديد سبب كتابة الكتاب

يجب أن يختلي الكاتب بنفسه فترة كافية قبل البدء بالكتابة، ليُخطّط بالتّحديد موضوع الكتاب الذي سيؤلّفه، وعليه أن يقضي ساعات في البحث والكتابة، وإعادة كتابة الكتاب، والجلوس لوحده في غرفة تحتوي فقط على كلماته وأفكاره الخاصّة، ومن الصّعب في البداية الاعتياد على الوحدة، إذا لم يكن الكاتب قد كَتَب كتابًا من قَبل، ويُمكنه التّعامل مع أحكام الآخرين تجاه هذه العزلة، والحفاظ على دوافعه لكتابة الكتاب وليُحدّد الكاتب سبب كتابة الكتاب قد تُساعده هذه الأسئلة:

  • هل سأكتب الكتاب بدافع الشّغف؟
  • هل أكتب هذا الكتاب لتحسين مهاراتي؟
  • هل سيساعدني هذا الكتاب في التّقدم في مسيرتي المهنيّة؟ أو لأصبح خبيرًا في مجال عملي؟
  • كيف سيخدم هذا الكتاب القُرّاء الحاليين أو القُرّاء الجدد؟
  • هل كتابة الكتاب أفضل وسيلة للتّعبير عن أفكاري؟
  • هل أرغب في توليد دخل إضافيّ من كتابي، وإذا كان الأمر كذلك، فكم سيكون المبلغ؟
  • هل لدي خطّة لتسويق كتابي وتوزيعه؟
  • هل سيساعدني هذا الكتاب في تحقيق حلمي بالكتابة بدوام كامل؟
قد يهمك هذا المقال:   بحث عن انواع القراءة السريعة

فكرة الكتاب

يُمكن للكاتب أن يحصل على مراجعات الكُتب الجيّدة والسّيّئة، حتّى يتمكّن من معرفة ما يُعجب القُرّاء، وما لا يُعجبهم، وكيف يُمكن للمؤلّف الجديد أن يُقدّم ما هو أفضل، مثلًا يُمكنُه أن يجمع عدّة أفكار من كُتُب مختلفة، وإعادة مزج المعلومات لكتاباته الخاصّة، كما أنّ الاتّصال بالجمهور المُستهدف أمر بالغ الأهمّيّة؛ لأنّ امتلاك فكرة واضحة عن الجمهور المقصود يمكن أن يُساعد الكتاب في قطع شوط طويل في تشكيل كتابه، يشمل الاتّصال بالجمهور معرفة عُمر الجمهور المُستهدف، وميوله، والفئة الموجّه إليها هل هو للذّكور أم للإناث، لأنّ كلّ فئة تحتاج أسلوبًا مُختلفًا.

كيف يحصل الكاتب على فكرة الكتاب؟

على الرّغم من أنّ فكرة كتابة الكتاب قد تكون مبهمة في البداية، إلّا أنّ معرفتها، وتحديدها، ووضع نقاط صغيرة في طريق الهدف قبل الشّروع بالعمل، سيوفّر كثيرًا من الوقت الفعلّي للعمل، وفيما يلي أسئلة تُساعد على الوصول لفكرة الكتاب والخطوط العريضة لها:

  • لمن سيوجّه هذا الكتاب؟
  • ما الفكرة الكبرى وراء هذا ؟
  • ما هي نقاط القوّة والضّعف لدى المؤلّف؟
  • كيف سيختلف هذا الكتاب عن أيّ شيء آخر موجود؟
  • لماذا ينبغي على النّاس إنفاق أموالهم، أو وقتهم في قراءة الكتاب؟
  • ما الذي يُمكن أن يُقدّمه الكاتب في هذا الكتاب؟

خطوات مهمّة قبل كتاب الكتاب

  • تحديد أسلوب الكاتب: يجب على الكاتب قبل البدء بكتابة كتابه أن يعرف لأيِّ نوع من المؤلّفين ينتمي، والمؤلّفون ينقسمون إلى قسمين، الأوّل يُحبُّ أن يجلس أمام ورقة فارغة ويدع الأفكار تبدأ بالانطلاق، ويُدوّنها، ثُمَّ يجري تعديلاته عليها، والآخر يُحبّون البدء بالكتابة بعد أن يجمعوا كافّة المعلومات، ويجيبوا عن جميع الأسئلة التي تخطر ببالهم، ولا يبدأون بالكتابة إلّا بعد الاستعداد التّام لها، وتكوين فكرة واضحة عن موضوع كتابتهم، وقد يُجرّب المؤلّفون النّوعين، أو يبدأون بجمع المعلومات، ثُمّ يتّجهون إلى الكتابة المباشرة، في النّهاية يختار كلُّ كاتب الأسلوب الذي يُريحه في عن أفكاره.
  • تحديد ميزانيّة الكتاب:إنّ كتابة الكتاب مجّانيّة، إلّا إذا حسَب المؤلّف وقته، ولكنّ نشر الكتاب ليس كذلك، ويحتاج إلى ميزانيّة للتّحرير، والتّدقيق، وتصميم الغلاف، والاستعراض النّهائيّ، والإعلان على الإنترنت أو في أماكن الإعلان التّقليديّة، وحتّى إذا كانت الكاتب محدودة، عليه أن يدفع التّكاليف الأساسيّة وهي التّحرير والتّدقيق وتصميم الغلاف، اقرأ أيضًا:
  • إجراء بحث عن الكتاب: يقول المؤلّف روبرت غرين إنّه يقرأ 300-400 كتاب، خلال فترة 12 إلى 24 شهرًا قبل أن يبدأ بكتابة أحد كتبه، ويستخدم أيضًا أنظمة حديثة للتّلخيص مثل البطاقات التّعليميّة، تسجيل الدّروس من كلٍّ من هذه الكتب، وتسليط الضّوء على ما يقرأه، واستخدام التّطبيقات الحديثة لإنشاء خرائط ذهنيّة عن هذه الكتب، أو استخدام بطاقات ، لتسليط الضّوء على الأقسام الرّئيسيّة في الكُتُب المقروءة، ثمَّ مراجعة هذه التّلخيصات لمرّة واحدة في الأسبوع، وتخزين ما يُريد الاحتفاظ به منها.
  • تقسيم الكتابة: لا يجب على المؤلّف اعتبار كتابة الكتاب سباقًا عليه أن يُنهيه بأسرع وقت، بل يجب عليه تقسيم عمله إلى أوقات معيّنة، لا تتضمّن الكثير من الضّغط، وبما أنّ الكتاب يتكوّن من فصول وأقسام وفقرات وجُمل، فعليه البدء بكتابة بضع فقرات عن فكرة واحدة، أو جزء من أبحاث الكتاب، وفي اليوم التّالي يقوم بعمل مهمّة أخرى، وهكذا إلى أن ينتهي من المسودّة الأولى.
قد يهمك هذا المقال:   أنواع التصوير

في النّهاية، لا يُمكن حصر نقاط كتابة الكتاب في موضوع واحد أو عدّة مواضيع، فالكاتب كلَّ يوم يزداد خبرة في كيفيّة إنجاز كتابه، وبمجرّد الانتهاء منه، سيكون الكاتب وصل إلى نوع جديد من المسؤوليّة والخبرة في تأليف الكُتُب، وتخطّى المرحلة الأولى لمعرفة ما يلزم كتابة كتاب رائع، وإذا وجد الكاتب أنّ هناك فجوة بين ما يُريد إيصاله وبين ما أنتجه، سيتفادى هذا في كُتُبه القادمة، ولا يجب عليه الإحباط أو إنكار جُهده في .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *