مادة الجلوتين تحت مجهر العلم
يلاحظ بعض المهتمين باتباع أنظمة غذائية معينة عند اتجاههم للأسواق من أجل شراء بعض أنواع الأطعمة، أنها تحتوي ضمن المكونات المصنوعة منها على مادة تسمى الجلوتين ولكن لأن أغلب الناس ربما يغيب عن بالهم قراءة العناصر المكونة للمواد الغذائية التي يرغبون بشرائها؛ فإننا نوضح من خلال هذا المقال معنى مادة الجلوتين ومن أين تأتي؟ وماهي أبرز فوائدها؟ وهل يمكن أن تضر بالصحة؟ ولماذا أحدثت مادة الجلوتين جدلًا واسعًا في السنوات الأخيرة؟
كل هذه الأسئلة وضعها العلم تحت مجهره الدقيق وأجاب عنها في ضوء دراسات عميقة ومتنوعة.
ما هو الجلوتين
تعرف مادة الجلوتين وفقًا للعلم على أنها عبارة عن مركب بروتيني يتكون من مزيج لمادتي الغلوتنين والغليادين ويتواجد في بعض الحبوب مثل القمح، الشوفان، الحنطة، الشعير أو يتواجد الجلوتين في بعض الأطعمة المصنعة، مثل: الكيك، خلطات التوابل، الكعك، البسكويت، النشا، السميد، صلصة الصويا ومرق الدجاج.
أطعمة لاتحتوي على الجلوتين
الكثير من الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية معينة أو يقومون بعمل حميات من أجل خسارة الكيلوغرامات الزائدة من أوزانهم، يبحثون عن أطعمة خالية من مادة الغلوتين ظنًا منهم أنها أكثر صحة لكن هذا الإعتقاد من وجهة نظر العلم غير صحيح؛ لأن الريجيم الذي لايحتوي على مادة الجلوتين، قد يؤدي إلى نقص في الفيتامينات والمعادن والألياف في الجسم.
فيما يلي قائمة أبرز الأطعمة التي لاتحتوي على مادة الجلوتين:
- اللحوم الحمراء، الدجاج والأسماك.
- العدس
- الكينوا
- البيض
- الخس
- النودلز
- اللبن الممزوج بالحبوب الغنية بالألياف.
- الفواكه والخضار والأرز.
- البطاطس و البطاطا الحلوة.
- الحليب والألبان.
يمكننا القول أن مادة الجلوتين أصبحت مثيرة للجدل في الآونة الأخيرة؛ لأن الآراء تنقسم حولها بين مؤيد وبين معارض لها بشكل تام لدرجة رفض شراء أي منتج يحتوي عليها وذلك كله بسبب الحصول على المعلومات حول مادة الجلوتين من مصادر غير دقيقة ،فهناك الكثير من الأشخاص الذين يرون أنها ضرورية للصحة وينحازون للمقالات العلمية التي تتحدث عن فوائدها بينما يشكك آخرون بفوائد مادة الجلوتين؛ بسبب بعض الدراسات التي حذرت من الإفراط في تناول مواد غذائية تحتوي عليها أو الدراسات التي وجهت تحذيرات لبعض الأشخاص بضرورة الإبتعاد عن تناولها بشكل مطلق.
إلا أن للعلم كلمة الفصل في هذا فقد كشفت الدراسات العلمية عن فوائد مادة الجلوتين على الصحة بشكل عام وبينت في الوقت ذاته متى تشكل مادة الجلوتين خطورة على صحة الآخرين.
لذا سوف نتحدث في هذا المقال بالمنطق العلمي حول آثار مادة الجلوتين على الصحة ونوضح آثارها الإيجابية والسلبية بناء على دراسات علمية متعمقة تدور حولها منذ سنوات .
الآثار الإيجابية لمادة الجلوتين على الصحة العامة
أكدت العديد من الدراسات العلمية على فوائد مادة الجلوتين المتعددة على الصحة العامة ومن أبرزها :
- مادة الجلوتين تمد الجسم بالطاقة.
- مادة الجلوتين تساهم في تقوية جهاز المناعة.
- مادة الجلوتين تحافظ على الجمال فتقلل من علامات التقدم في السن وتزيد من نضارة البشرة.
- مادة الجلوتين تنظف الكبد والخلايا من .
- مادة الجلوتين تزيد من التركيز وتعزز الأداء الذهني.
- مادة الجلوتين تقلل من الشعور بالقلق وتحسن النوم.
- مادة الجلوتين تساعد على التقليل من تقلصات العضلات.
- مادة الجلوتين تساعد على الشفاء من الأمراض بشكل أسرع.
وقد أكدت البحوث والدراسات المختلفة أن الكثير من الحبوب التي تحتوي على مادة الجلوتين تحمل فائدة عالية لجسم الإنسان، فهي تمده بالمعادن والفيتامينات الضرورية ، بما في ذلك فيتامين (B)
و كذلك تمده والألياف الغذائية.
كما أن أن تناول الأغذية المصنوعة من القمح الكامل يساهم في التقليل من خطر الإصابة و من النوع 2 وبعض أنواع السرطان.
وفي إطار ذلك وجهت جمعية التغذية الأمريكية من جهتها تحذيرًا مفاده بأن جزءًا من المنتجات الخالية من الجلوتين، يفتقر إلى مجموعة واسعة من العناصر الغذائية الهامة، بما في ذلك فيتامين B، ، الحديد، الزنك، المغنيسيوم والألياف.
الآثار السلبية لمادة الجلوتين على الصحة العامة
حتى نصف الأمر بشكل أدق سوف نشرح متى يصبح لمادة الجلوتين
آثارًا سلبية على صحة من يتناولها، ففي الوضع العادي يستطيع الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة تناول مادة الجلوتين بدون أن تسبب لهم أية مشاكل صحية إلا أن هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية معينة كالإضطرابات الهضمية وحساسية القمح وحساسية الجلوتين لايستطيعون تناول مادة الجلوتين لأنها قد تسبب لهم أضرارًا متفاوتة في الخطورة كالمشاكل الهضمية والإنتفاخ والإمساك والتلف في جدار الأمعاء إضافة إلى فقر الدم وزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض.
كما أنه يجب عدم الإفراط في تناول مادة الجلوتين حتى للأشخاص الأصحاء لأنها قد تسبب لهم الضرر ولأن خير الأمور الإعتدال والتوازن في كل شيء ومن المهم دائمًا التنبه إلى ضرورة التنويع في العناصر الغذائية أثناء تناول وجبات الطعام الأساسية بشكل يومي.