جمهورية الهند
هي سابع أكبر بلدٍ في من ناحية المساحة، وثاني أكبر بلدٍ في العالم من ناحية ، إذ تسبقها جمهورية الصين الشعبية التي يصل عدد سكانها إلى مليار و391 مليون و170 ألف نسمة، بينما يصل عدد سكان الهند إلى مليار و327 مليون و620 ألف نسمة، بما نسبته 17.7% من سكان العالم.
تقع جمهورية الهند في جنوب قارة آسيا، يحدُّها من الجنوب المحيط الهندي، ومن الشرق خليج البنغال وجمهوريتا وميانمار، بينما تشترك حدودها من جهة الشمال مع دول جمهورية الصين الشعبية ونيبال وبوتان، وفي جهة الغرب منها يقع بحر العرب وجمهورية باكستان، التي اقتُطِعت منها بعد الاستقلال عن الاحتلال البريطاني لتُشكِّل وطنًا قوميًّا للمسلمين في شبه الجزيرة الهندية. وتشترك الهند في الحدود البحرية على سواحل المحيط الهندي مع دول سريلانكا وجزر المالديف وإندونيسيا.
عاصمة الهند
عاصمة الهند هي مدينة نيودلهي، وهي عاصمة مقاطعة دلهي، التي تُعدُّ ثاني أكبر مقاطعة هندية من ناحية المساحة بعد مومباي، وتقع جغرافيًّا في شمال الهند على ضفاف نهر جامونا، وتبلغ مساحتها 1484 كيلومترًا مربعًا، ويعيش عليها ما يزيد على 16 مليون نسمة، بكثافةٍ سكانية تصل إلى 11320 نسمة لكلِّ كيلومترٍ مربع، مما يجعلها تحتل المرتبة الثامنة من ناحية الكثافة السكانية بين مدن العالم. ويرجع أصل تسميتها يرجع إلى سلطنة دلهي التي أسسها السلطان قطب الدين أيبك عام 1206 م.
تاريخ عاصمة الهند
عُرِفت منطقة دلهي في تاريخ الهند الأسطوري القديم باسم «إندرابراستهاو»، والتي جاء ذكرها في كتب الماهابهاراتا الملحمية الأسطورية المقدسة، وكانت عاصمة الهند منذ حينها، بينما سُمِّيت باسمها الحالي «دلهي» مع دخول إليها، إذ كانت سلطنة دلهي هي أول دولةٍ إسلامية في الهند، وتعاقب على حكمها الكثير من الدول، بدءًا من دولة المماليك التي أسسها السلطان قطب الدين أيبك عام 1206 م، واستمرت ما يُقارب تسعين عامًا، وكان آخر حكامها السلطان معز الدين كيقباذ بن بغرا خان بن بلبن.
استمر حكم السلطان معز الدين أربع سنوات بين 1286 م و1290 م حتى قتله فيروز شاه وأعلن نفسه سلطانًا عليها، ولقَّب نفسه بجلال الدين، وأسَّس لدولة الخلجية في سلطنة دلهي التي استمرت ثلاثين عامًا وتداول حكمها خمسة سلاطين كان آخرهم خسرو خان، الذي حكم عام 1320 م، وأطاح به غازي مالك، حاكم مقاطعة ديبالبور، في العام نفسه بمُساعدة ابنه فخر مالك بعد أن جمعا قوات السند وملتان الحربية، فتُوِّج باسم سلطان الهند ولُقِّب بغياث الدين تغلق، بينما لُقِّب ابنه بمحمد شاه تغلق.
أسَّس السلطان غياث الدين تغلق الدولة التغلقية التي استمرت ما يُقارب قرنًا من الزمان وتداول حكمها عشرة سلاطين كان آخرهم السلطان ناصر الدين نصرة شاه تغلق، الذي دام حكمه عشرين عامًا بين 1394 م و1414 م، فقد قضى السلطان التتري تيمور لنك على تلك الدولة بعد حروبٍ دامت طوال الوقت منذ تأسيس سلطنة دلهي بين سلاطين المسلمين وسلاطين المغول التتريين. وبعد أن استولى تيمور لنك على سلطنة دلهي عيَّن خضر خان نائبًا له على السلطنة.
أسَّس خضر خان في سلطنة دلهي عاصمة الهند دولة السادات، التي استمرت ما يُقارب أربعين عامًا وتداول حكمها أربعة حكام كان آخرهم علم شاه، الذي حكم لستِّ سنواتٍ بين 1445 م و1451 م حين استولى على السلطنة بهلول بن كلا بن بهرام لودهي أمير البنجاب، الذي ينحدر من إحدى القبائل الأفغانية، وأسَّس لحُكم سلالة لودي في سلطنة دلهي، والذي استمر ما يزيد على السبعين عامًا تنقَّل الحكم فيها بين جيلَين بعد السلطان بهلول خان هو ابنه إسكندر لودي، الذي عقبه ابنه إبراهيم لودي، وحكم قرابة العشرة أعوام بين 1517 م و1526 م.
انتهى حكم سلالة لودي في سلطنة دلهي حين هزم السلطان المغولي ظهير الدين بابر سلطان دلهي إبراهيم لودي وقتله في معركة بانيبات التي قامت يوم 20 أبريل 1526 م، وأسَّس السلطان المغولي ظهير الدين بابر لسلطنة المغول المسلمين في الهند، مُتخذًا من مدينة أجرا عاصمةً للهند، واستمرت أجرا عاصمة لدولة المغول في الهند ما يزيد على قرنٍ من الزمان، حتى أعاد الإمبراطور المغولي شاه جهان عاصمة الهند إلى دلهي القديمة عام 1648 م، واستمر حكم المغول في الهند ما يزيد على الثلاثة قرون.
كان الإمبراطور أبو الظفر سراج الدين محمد بهادر شاه ظفر آخر أباطرة مغول الهند، الذي يُعدُّ الإمبراطور السابع عشر لأباطرة المغول في الهند، ودام حكمه قرابة العشرين عامًا في الفترة بين 28 سبتمبر 1837 م إلى 14 سبتمبر 1857 م حين استولى الاحتلال البريطاني على الهند تمامًا وألقى القبض على الإمبراطور المغولي بهادر شاه وابنه ميرزا مغل مُتهِمًا إياهما بالتحريض على الثورة ضد الانجليز وحوكِما، وبعد عدة جلساتٍ صدر الحكم عليهما بالإعدام ثم خُفِّف بالنفي إلى مدينة رانكون عاصمة دولة بورما، التي كانت تقع أيضًا تحت الاحتلال البريطاني، ودُفِن فيها الإمبراطور بهادر شاه بعد نفيه بأربع سنوات، إذ تُوفِّي في يوم 7 نوفمبر عام 1862 م عن عمرٍ يُناهز التسعة والثمانين عامًا.
بنفي الإمبراطور بهادر شاه سقطت الهند تمامًا في يد الاحتلال البريطاني، وأعلنت الملكة فيكتوريا ملكة في الأول من نوفمبر لعام 1858 م نقل حكم الهند من شركة الهند الشرقية البريطانية إلى الحكومة البريطانية مباشرةً، لتدخل الهند رسميًّا ضمن مستعمرات التاج البريطاني، وجعل الاحتلال البريطاني وقتها من مدينة كالكوتا -عاصمة ولاية البنغال الغربي المحاذية لدولة بنجلاديش حاليًّا- عاصمة الهند لمُدة ما يزيد على نصف قرنٍ في الفترة بين 1858 و1912.
تأسيس نيودلهي
في عام 1911 م أُسِّست مدينة نيودلهي في عاصمة الهند القديمة دلهي على يد أشهر معماريَّين في العالم وقتها، وهما إدوين ليتينيز وهيربيريت بيكر، على مساحة 44 كيلومترًا مربعًا، ونُقِل مقر رئاسات السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية إليها، ومن ثمَّ نُقِلت عاصمة الهند إليها في عام 1912 م، واستمرَّت نيودلهي عاصمة الهند منذ ذلك الحين وإلى الوقت الحالي، ويقع فيها القصر الرئاسي الهندي المسمى بـ«راشتراباتي بهافان»، الذي بدأ إنشاؤه عام 1912 م.
وقد بنى قصر راشتراباتي بهافان المهندسان اللذان بنيا مدينة نيودلهي نفسهما، وافتُتِح في عام 1929 م ليُقيم فيه نائب جورج الخامس الملك البريطاني على الهند ويُدير منه عاصمة الهند، وهو واحد من أكبر القصور الرئاسية في العالم.