الجمهورية التونسية
تونس هي دولة عربية تقع في القسم الأفريقي من دول الوطن العربي، تحديداً شمال أفريقيا، وتقع فيها أقصى نقطة شمال القارة الأفريقية وهي رأس أنجلة، وهي بذا تكون الأقرب إلى . تبلغ مساحتها حوالي 163,610 كيلو متراً مربعاً، وبلغ عدد سكانها حوالي 11304500 نسمة حسب تعداد السكان لعام 2016. تونس هي جمهورية برلمانية ويمثل السلطة التشريعية فيها مجلس نواب الشعب في حين تمثل الحكومة السلطة التنفيذية.
يحد الجمهورية التونسية البحر المتوسط من الشمال ومن الشرق، وعلى سواحله تقع العديد من المدن التونسية الهامة كمدينة تونس العاصمة وبنزرت وسوسة والمهدية وصفاقس وغيرها، كما تشترك تونس من ليبيا بحدود من الجهة الشرقية الجنوبية وتقع الجزائر إلى الغرب.
التاريخ التونسي موغل في القدم، فقد سكن فيها الأمازيغ والفينيقيون والونداليين والرومان، حيث كانت تونس أثناء الحكم الروماني تعرف باسم “أفريكا” وهو الاسم الذي سميت به القارة كلها لاحقاً. عندما فتح المسلمون تونس في القرن 7م، أسسوا فيها أول مدينة إسلامية في شمال أفريقيا وهي مدينة القيروان. حكمها العثمانيون ثم احتلها الفرنسيون عام 1881، وبجهود الشعب المناضل استقلت عن فرنسان عام 1956 وأُعلِنت مملكة رسمياً، إلى أن تغيّر نظام الحكم فيها إلى جمهوري عام 1957. ومن المحطات البارزة في التاريخ التونسي قيام الثورة التونسية عام 2011 ضد حكم زين العابدين بن علي التي اعتبرت الشرارة التي أطلقت ما عرف “بالربيع العربي” في عدة دول عربية.
سكان تونس
معظم سكان تونس من المسلمين ونسبتهم حوالي 98%، كما توجد أقليات من المسيحيين واليهود. أما عرقيات التونسيين فهي العرب والأمازيع وبعض الأصول التركية والأفريقية والأوروبية.
كان الأمازيغ القادمون من أفريقيا أول من سكن الأراضي التونسية، كما سكن الفينيقيون القادمون من الشرق تونس حيث أسسوا مدينة قرطاج في القرن 9 ق.م.، وبفعل مهاراتهم التجارية وعلاقاتهم بسكان حوص البحر المتوسط، توافد الرومان والوندال على المنطقة أيضاً. بعد الفتوحات الإسلامية سكنت العديد من القبائل والعائلات العربية تونس واندمجت مع السكان. بعد أن خسر المسلمون الأندلس، هاجر آلاف الأندلسيون باتجاه شمال أفريقيا ليشكلوا معاً نسيجياً اجتماعياً متماسكاً لا يزال يميز المجتع التونسي اليوم.
بعد الاستقلال عن فرنسا، طرأت تغيّرات على طبيعة المجتمع التونسي وتحسّن مستوى المعيشة بحيث انخفضت نسب وفيات الرضع بفضل تحسن الرعاية الصحية وزيادة الوعي.
تعيش نسبة كبيرة 65.3% من السكان في الولايات الساحلية (وهي تقع على شواطئ البحر الأبيض المتوسط)، حيث أن الكثافة السكانية في هذه الولايات مرتفعة وتصل إلى 140 نسمة في الكيلو متر المربع، بينما تنخفض الكثافة إلى 66.3 نسمةكم مربع في الولايات الداخلية.
ما هي عاصمة تونس
عاصمة الجمهورية التونسية (Tunisia) هي مدينة تونس (Tunis)، وهي أكبر مدنها من حيث عدد السكان حيث يتجاوز عدد السكان مع الضواحي المليونين ونصف المليون نسمة. وقد أورد ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان.
تقع مدينة تونس على خليج تونس على البحر الأبيض المتوسط، وتقع ضمن محيط بحيرة تونس وميناء حلق الواد، وتمتد المدينة على طول السهل الساحلي والتلال المحيطة به.
وتقع منطقة “المدينة” العتيقة في قلب العاصمة وهي موقع تراث عالمي وإلى الشرق من المنطقة القديمة يقع الجزء الحديث من المدينة عبر بوابة البحر وفي هذا الجزء لا تزال المباني التي أنشأها الفرنسيون قائمة لتشكل تبايناً واضحاً في أسلوب العمارة الذي كان سائداً.
ومن أهم ضواحي مدينة تونس التي تقع شرقاً قرطاج والمرسى وسيدي بوسعيد. وتعتبر مدينة تونس مركز الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد.
مناخ مدينة تونس متوسطي معتدل، حار جاف صيفاً ومعتدل ماطر شتاءً.
موجز تاريخ مدينة تونس
فيما يلي أهم المحطات التاريخية لمدينة تونس:
أقام الفينيقيون مدينة قرطاج في القرن التاسع قبل الميلاد، قامت عدة حروب بين الرومان وقرطاج عرفت بالحروب البونية. لكن المدينة كانت تصمد وتقاوم على الرغم من التخريب والنهب الذي كان يمارسه الرومان في تلك الحروب. عام 1159 أصبحت تونس عاصمة الموحدين الذين آلت إليهم زمام الأمور، ثم انتقلت السلطة إلى الحفصيين عام 1229 . وما لبث أن استولى عليها لويس التاسع عام 1270 . بعد سقوط الأندلس بأيدي الإسبان، بدأت موجات نزوح المورسكيون من إسبانيا إلى شمال أفريقيا، ووصل الآلاف منهم إلى مدينة تونس واستقروا فيها. وفي عام 1534 قاد خير الدين بربروسا العثماني معركة استولت على إثرها الدولة العثمانية على السلطة. لكن بعد سنة واحدة فقط، غزت الامبراطورية الإسبانية تونس، إلا أن العثمانيين أعادوا فتحها عام 1574.
اجتاح مرض الطاعون مدينة تونس عام 1818 وتسبب بمقتل حوالي 50,000 نسمة، وأدى إلى نزوح معظم السكان، فتهدمت المدينة والمجتمع جرّاء ذلك. إلا أن الحياة ما لبثت أن عادت إلى المنطقة فأسست مطبعة رسمية وصدرت أول جريدة رسمية ورمّمت أسوار المدينة القديمة وأنشئ خط سكة حديدية.
بدأ الاحتلال الفرنسي لتونس عام 1881 وأعلنت الحماية الفرنسية عليها. واستمر الاحتلال حتى حصلت تونس على الاستقلال عام 1956. عام 1979 انتقل مقر جامعة الدول العربية إلى تونس من القاهرة بعد توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، كما انتقل إليها مقر منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت عام 1982 بعد الاجتياح الاسرائيلي لها. أما المحطة التاريخية الأهم في القرن الحادي والعشرين فهي قيام الثورة التونسية عام 2010 والتي أسفرت عن الإطاحة بحكم الرئيس زين العابدين بن علي.
ثقافة مدينة تونس
بالإضافة للمواقع التاريخية والثقافية المنوعة التي تزخر بها مدينة تونس، تقوم في المدينة العديد من الفعاليات الثقافية العالمية كمهرجان قرطاج الدولي الذي تقام فعالياته سنوياً على مسرح قرطاج التاريخي، ومهرجان الموسيقى الكلاسيكية في أكروبليوم قرطاج. كما تتوفر المدينة على عدة أنشطة رياضية كالغولف واليخوت.
في المدينة العتيقة توجد الصناعات التقليدية اليدوية كالملابس وهذه المنطقة تزخر بالأبنية الأثرية كجامع الزيتونة الذي بني عام 732 وهو أحد أقدم مساجد العالم العربي، وبجواره يقع سوق العطارين التقليدي. أما أشهر متاحف المدينة فمتحف باردو الذي يضم أكبر لوحات فسيفساء رومانية، تأسس المتحف عام 1888، ومتحف قصر البارون درلنجاي في ضاحية سيدي بوسعيد، وهو متحف موسيقي. ومن المعالم الهامة الأخرى في مدينة تونس: باب البحر الذي يربط المنطقة القديمة بالجزء الحديث من المدينة، ساحة النصر، متنزه البلفيدير، المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة.