لمحة تاريخية عن الكركم
تعتمد الكثير من وصفات الطعام والحلويات في المطبخين العربي والعالمي على الكركم كمادة طبيعية منكهة ومطيبة للعديد من الأكلات، إضافة إلى استخدامها كصبغة ملونة و في علاج أمراض مختلفة وفي صنع مسحوق الكاري الذي يدخل ضمن نخبة من الأطباق الآسيوية التي اكتسبت شهرة عالمية واسعة؛ بسبب طعمها المميز وتوابلها الغنية بالنكهات الرائعة وتشير الدراسات التاريخية إلى أن الكركم عُرف في جنوب غرب الهند وإندونيسيا قبل أكثر من خمسة آلاف عام وأن شهرته لم تقتصر على كونه أحد أصناف التوابل في آسيا، بل أن له مكانة تاريخية برزت في التراث المحلي لكثير من الشعوب الآسيوية، فقد عثر علماء الآثار في إحدى رحلات التنقيب على آثار مادة الكركم في جرة قديمة يعود تاريخها إلى 2500 سنة قبل الميلاد بالقرب من مدينة نيودلهي في الهند، في حين يعتقد الرحالة والمستكشف الإيطالي ماركوبولو أن الكركم قدم إلى بين عامي 1254م و 1324م وأنه كان يعرف باسم الزعفران الهندي واستخدم لصبغ وتلوين الملابس في عام 1280م، كما الكاتبة هانا غلاس صاحبة كتاب تسهيل فن الطبخ الذي صدر في عام 1747م ذكرت طريقة لإحدى وصفات المخلل الهندي كانت تصنع بواسطة الكركم.
وقد ساهم التجار العرب في شهرته وفي الترويج له ونقله إلى أوروبا مثل غيره من التوابل في القرن الثالث عشر، كما وصلت شهرته إلى جميع أنحاء العالم في العصر الحديث خاصة بعد تتابع الدراسات التي كشفت عن فوائده العلاجية الكبيرة على الصحة فالكركم يعد منجمًا هامًا وأساسيًا للألياف ومعادن مختلفة مثل النحاس والصوديوم والمغنسيوم والبوتاسيوم والفوسفور والزنك وغيرها، إضافة إلى نسبة من السكر والحمض الأميني مما يجعله يحتل مراكز متقدمة في قائمة المواد الأكثر فائدة حول العالم.
وينتمي الكركم أو الزعفران الهندي أو كما يسميه الإيرانيون الهرد إلى قائمة النباتات العشبية المعمرة من الفصيلة الزنجبيلية وينتشر في الهند وأندونيسيا له عدة أنواع تنمو في أماكن مختلفة من العالم واسمه العلمي كركوما لونجا.
ماهي فوائد الكركم؟
يتميز الكركم بتأثيره الإيجابي الفعال على الصحة العامة من خلال مكافحته للعديد من الأمراض والأعراض المزمنة، إضافة إلى فوائده الرائعة في النواحي الجمالية التي تتعلق بالبشرة والشعر ومكافحة الشيخوخة وعلامات التقدم في السن، فضلًا عن خصائصه المميزة في تلوين الشعر كبديل عن الصبغات الصناعية ومنحه مظهرًا طبيعيًا براقًا واستخداماته المتعددة في تبييض البشرة وعلاج تشققات الجلد ومشاكل البشرة المختلفة.
وفيما يلي نفصل أفضل الصحية والجمالية ومن أهمها:
فوائد الكركم في مكافحة السرطان
يعد الكركم أحد التوابل الفعالة في محاربة والوقاية منه، بسبب احتوائه على مادة كيوركيومين النشطة التي تحفز خلايا الجسم السليمة للقيام بعملية تدمير ذاتية للخلايا السرطانية، كما أن تناول ملعقة صغيرة من الكركم يشكل وقاية لأنواع متعددة من السرطان من خلال تدمير الخلايا السرطانية؛ نظرًا لاحتواء الكركم على مضادات أكسدة قوية وفعالة في حماية الرجال من الإصابة بسرطان البروستاتا والحد من نموه وتقدمه وفي مكافحة وسرطان الجلد ، فضلًا عن تقليل مخاطر الإصابة في مرحلة الطفولة وأيضًا للكركم دور فعال في التعزيز من الآثار الإيجابية لبعض أنواع العلاج الكيميائي والتقليل من آثارها الجانبية على الصحة.
فوائد الكركم في علاج مرض السكري
نظرًا لغناه بمضادات الأكسدة فإن الكركم يعمل على تنظيم مستويات الأنسولين في الدم بشكل طبيعي وفعال في حال تم تناوله بشكل يومي ،كما يسيطر الكركم على ويعيق تطوره وانتقاله إلى مراحل أخرى، إضافة إلى أنه يساعد في السيطرة على مستويات الجلوكوز في الدم وزيادة فعالية الأدوية المستخدمة في علاج مرض السكري، لكن يجب تناول الكركم إلى جانب الأدوية تحت مراقبة دائمة من الطبيب المختص حتى لايسبب الدمج الخاطئ بين العلاجين إلى تأثير عكسي خطير على ينتج عنه إنخفاض كبير في مستويات السكر في الدم.
فوائد الكركم في خفض معدلات الكولسترول
إن استخدام الكركم في تتبيل أطعمة النظام الغذائي اليومي يخفض من مستويات الكولسترول المرتفعة في الدم وبالتالي يحافظ على صحة الجسم من ارتفاعه الضار والمشاكل الصحية التي تنتج عن ذلك وأمراض الأوعية الدموية.
فوائد الكركم في المحافظة على صحة الكبد
يعزز تناول الكركم بشكل يومي من فعالية وظيفة الكبد في طرد السموم من الجسم وذلك لأن الكركم يساعد في زيادة إنتاج أنزيمات الكبد مما يؤدي إلى تقليل السموم في الجسم، فضلًا عن خواص الكركم في محاربة أمراض الكبد والوقاية منها وتنشيط الدورة الدموية.
فوائد الكركم في المحافظة على الجمال
يتميز الكركم بخاصية رائعة في علاج الأمراض الجلدية فهو يعالج إفرازات البشرة الدهنية ويقضي على حب الشباب ويعيد نضارة البشرة وبريقها وله فعالية كبيرة في علاج الحروق الجلدية وإزالة الخلايا الميتة ومكافحة علامات الشيخوخة والتقدم في السن وعلاج النمش وتشقق الأقدام، فضلًا عن العديد من الأمراض الجلدية المزعجة مثل: الصدفية والأكزيما كما ينصح باستخدامه عند السيدات وذلك من خلال صنع قناع مكون من الكركم أو الكركم واللبن الزبادي ووضعه على البشرة مرتين في الأسبوع.
وللكركم أيضًا فوائد مذهلة في المحافظة على صحة الشعر ومنع تساقطه وعلاج قشرة الرأس ومشاكل فروة الرأس كما يمكن عمل صبغة طبيعية لتلوين الشعر من الكركم، من خلال خلطه مع مواد طبيعية أخرى مثل البكورية وشاي ثم غلي الخليط وتركه جانبًا حتى يبرد ويتم تطبيقه على الشعر لمدة عشرين دقيقة وبعدها يتم غسله وكلما طالت مدة بقائه على الرأس كلما زادت فرصة الحصول على شعر أفتح بالنسبة للمرأة التي ترغب وتحب هذه الدرجة من الألوان في الشعر.