معلومات عن اليونان
تعتبر من أقدم الدول التي قامت بها حضارة في قارة أوروبا وعاصمتها ، فهي منبع الحضارة الهيلينية “الهيلينستية” القديمة، والتي انتقلت من أوروبا لأنحاء متفرقة من العالم وخاصة إلى الشمال الإفريقي، وتقع اليونان في الجزء الجنوبي الشرقي من قارة أوروبا، فتقع في موقع استراتيجي بين القديم الثالث “أسيا، أوروبا، أفريقيا” فتقع في مفترق الطرق بينهم، وتشترك في حدودها الشمالية مع أربع دول “ألبانيا، مقدونيا، بلغاريا، “.
خلفية تاريخية عن اليونان
قامت الحضارة قديمًا في بلاد اليونان على شاطئ بحر إيجه الواقع في شمال البحر المتوسط، فقامت على أراضيها حضارتين قبل قيام الحضارة اليونانية المعروفة وهما الحضارة “المينوية، والميسينية”، وقبل الميلاد بثمانية قرون قامت الحضارة اليونانية، والتي أخذت في التوسع والانتشار مع اتجاه اليونانيين لشواطئ البحر المتوسط والقيام بنشاط تجاري في جميع بلدانه، وقد تعرضت اليونان للغزو الفارسي في القرن الخامس قبل الميلاد ولكنها تمكنت من مقاومته، وقد شهدت اليونان أقوى ازدهار لها في فترة حكم الإمبراطور فليب المقدوني وخليفته الإسكندر الأكبر.
وبدأت مراحل الاندثار للحضارة الهيلينية مع سيطرة على بلاد اليونان، ومن بعدها سيطرة الدولة البيزنطية، وتأثرت اليونان في تلك الفترة بالديانة المسيحية فقد كانت الديانة الرسمية للدولة البيزنطية، إلى أن خضعت في القرن الرابع عشر الميلادي لسيطرة ، وقد ظلت تابعة لها مع استقلال اسمي حتى القرن التاسع عشر الميلادي، إلى أن قامت الحركة الاستقلالية “الثورة اليونانية” عام 1821م، وظلت الثورة قائمة، وظلت محاولات اليونانيون قائمة للتنصل من حكم الدولة العثمانية حتى نالت استقلالها عام 1829م. ويكيبيديا، حرب الاستقلال اليونانية.
النظام السياسي
بعد استقلال اليونان أصبح نظام الحكم بها ملكيًا، فكان أول ملك لها أوتو الأول، والذي قامت ضده ثورة لوضع دستور للبلاد، وقد تنازل الملك لرغبة الشعب وأصبح نظام الحكم اليوناني ملكي دستوري منذ عام 1844م، وكان الشعب اليوناني مستمر الثوران ضد الأنظمة أو القوانين التي لا يرغب بها، وفي منتصف القرن العشرين بدأ النزاع بين الاشتراكيين والديمقراطيين على حكم اليونان، وكانت أخر تلك النزاعات عام 1996م والتي فاز فيها الحزب الاشتراكي على الحزب الديمقراطي، وأصبحت الوزارة له.
النظام الإداري
يبلغ عدد سكان اليونان حوالي 11 مليون نسمة، وحجم مساحة أراضيها 130 ألف كم2 تقريبًا، وتحتل الجزر اليونانية التي تقدر بحوالي ألف جزيرة ربع مساحة الدولة، أما بقية الأراضي فمعظمها مرتفاعات جبلية، فتعتبر اليونان أعلى الدول الأوروبية ارتفاعًا.
سكان اليونان هم السكان الأصليين بها إلى جانب مجموعة من الأقليات من جنسيات مختلفة “ألبان، أرمن، بلغار، أتراك”، ورغم أن الدستور اليوناني لا يحدد ديانة رسمية للبلاد، إلا أن غالبية سكانها من المسيحين الأرثوذكس، فيبلغ عددهم حوالي 98% من إجمالي السكان.
أما التقسيم الإداري لليونان فتتألف من 13 إقليمًا رئيسيًا، وتنقسم الأقاليم إلى 51 مقاطعة، وتنقسم المقاطعات لأصغر الوحدات فتتألف من 147 وحدة صغيرة تسمى قضاء، ومن أبرز أقاليم اليونان “أتيكا، مقدونيا الوسطى، وسط اليونان، كريت، إبيروس”، ومن أهم المدن “أثينا، سالونيك، بيرايوس”. ويكيبيديا، اليونان.
أهم الأنشطة الاقتصادية في اليونان
يقوم الاقتصاد في اليونان على القطاع العام والخاص في نفس الوقت، فيساهم النظام الرأس مالي بأكثر من نصف ناتج الدخل القومي، ومن أهم الأنشطة الاقتصادية في اليونان:
- النشاط الصناعي: تهتم اليونان بالنشاط الصناعي باعتباره المصدر الأكثر تأثيرًا في الناتج القومي، وتقوم باليونان الكثير من الصناعات ولكنها تتصدر الدول الأوروبية في بعض الصناعات مثل “التبغ، الكيماويات، التعدين، تكرير النفط”.
- النشاط الزراعي: تقوم الزراعة في اليونان على الهضاب والمنحدرات الجبلية، وتتركز في الجزء الشمالي منها حيث البحيرات العذبة، ومن أهم المحاصيل في اليونان “الشعير، القمح، الذرة، الشمندر، العنب، التبغ”، كما تساهم الصادرات الزراعية في تنمية الاقتصاد، فتقوم بتصدير الكثير من المنتجات الغذائية النباتية لسائر دول أوروبا.
- الموانئ والمطارات: تعتبر اليونان من أكبر الدول الرائدة في مجال النقل البحري، فتكتلك أكبر الحاويات في العالم، والتي تساهم في تنشيط حركة التجارة في البحر المتوسط بصورة خاصة، وجميع بحار العالم عامة، كما يوجد مطارات دولية عديدة بالعاصمة أثينا، والتي نالت اهتمامًا كبيرًا لخدمة النشاط السياحي باليونان.
للسياحة أهمية خاصة ضمن الأنشطة الاقتصادية في اليونان، وقد أولت الحكومة اليونانية اهتمامًا بالغًا لهذا النشاط، فقد حاولت استغلال المقومات الحضارية والطبيعية التي تمتلكها اليونان، والاستفادة بجذب السياح إليها، وفي سبيل ذلك أنشأت الحكومة الكثير من المطارات الدولية والمحلية للنقل الخارجي والداخلي، واهتمت بتطوير البنية التحتية وتحديث وسائل النقل لخدمة قطاع السياحة.
وتجذب السياحة في اليونان أكثر من 22 مليون سائح سنويًا، greece.greekreporter.com، Record Number of Tourists in Greece This Year. فبما تمتلكه اليونان من مقومات للسياحة تمكنت من المساهمة في الناتج القومي بما يزيد عن 18%، وتقوم فيها السياحة بصورة رئيسية على شواطئها الجزرية، ومعالمها الحضارية القديمة، فاليونان متأثرة بأعظم حضارات العالم، فترجع معالمها للحقبة اليونانية الإغريقية، والرومانية، والبيزنطية، والعثمانية.
وقد بدأ الازدهار السياحي في اليونان منذ ستينيات القرن العشرين، حيث زاد معدل الاستثمار في قطاع السياحة، فتم إنشاء منتجعات سياحية، وفنادق ومرافق سياحية متنوعة، وكان ذلك سببًا في جذب السياحة الجماعية لليونان، ومن أشهر أثينا وجزيرة سانتوريني التي تمتلك طبيعة خلابة لا مثيل لها.
ومن أهم الأماكن التي تحوي معالم أثرية وتاريخية قديمة إقليم مقدونيا الوسطى، فيزور هذه المنطقة نحو 20% من إجمالي السياح القادمين لليونان، ويتفوق على إقليم مقدونيا إقليم شمال اليونان، والذي يستقبل نحو 40% من إجمالي السياح، وتتركز السياحة في تلك الأماكن على زيارة معالم الحضارة اليونانية القديمة، خاص تلك التي قامت في عصر الإسكندر الأكبر.