أذكار الصباح والمساء هي مجموعة من التسبيحات والتهليلات والتعوذات التي يرددها المسلمُ على سبيل الذكر والعبادة في أول النهار وآخره؛ بغية التقرب من الله والتحصُّن بآياته وذكره من همزات الشياطين والوقوع في المعاصي والآثام، وقد حثنا على ذكر الله، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} الأحزاب: 42-41، كما وردت العديد من الأحاديث النبوية في فضل الذكر على نحو مخصوص وأقوال مخصوصة، وفيما يأتي سوف نتناول فضل هذه الأدعية والأذكار، والوقت المفضل لها مع ذكر بعض من دعاء أذكار الصباح والمساء.
فضل أذكار الصباح والمساء
هي مجموعة من واسعة الفضل والمنة على المحافظ عليها، ويعد من أهم فضائلها أن المسلم الذاكر من “المفردين” ؛ أي الذين يخلون بأنفسهم للعبادة والذكر، والخلوة ليست بمعنى الانعزال، وإنما بمعنى انشغال القلب بالذكر، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة، فمر على جبلٍ يقال له جمدان فقال: «سيروا هذا جمدان، سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات». مسلم.
وكذلك شُرعت هذه الأذكار من أجل حماية المسلم وتحصينه في يومه وليلته من همزات الإنس والجن، وأن تحفظه من الوقوع في المعاصي والآثام، وتُشعر العبد دائمًا بضعفه وحاجته وافتقاره إلى حفظ الله ورعايته؛ مما يعمل على تقوية صلة العبد بربه.
الأحاديث التي وردت في فضل أذكار الصباح والمساء
وردت العديد من الأحاديث في فضل الذكر في الصباح والمساء، والتي وَعدتِ المسلمَ بالجنةِ والفوزِ العظيم، ومن هذه الأحاديث:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة، ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة». صحيح البخاري.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يقول في صباحِ كل يوم ومساءِ كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء». الترمذي.
- عن عبد الله بن حبيب قال: قلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل هو الله أحد، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء». الترمذي.
قال الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} الروم: 17، والمقصود هنا ذكر الله وتسبيحه في أوقات الصباح والمعنيّ بها أول النهار، وتبدأ من طلوع الفجر حتى طلوع الشمس. وأما أذكار المساء فتكون في آخر النهار، أو في أول الليل، وتبدأ من بعد العصر حتى المغرب، والمعني من تخصيص الأوقات لها هو المحافظة والمداومة عليها لحصول التحصُّن بها، ومن فاته هذه الأوقات أصبحت له من الذكر وليس التحصن، وهذا هو رأي سماحة الشيح ابن العثيمين رحمه الله.
أذكار الصباح والمساء
أذكار الصباح هي نفسها أذكار المساء؛ ولكن يستبدل فيها قول أصبحنا بقول أمسينا، وهي مجموعة من الأذكار المشروعة التي بيَّنت الأحاديث النبوية فضلها، مثل:
- قراءة آية الكرسي : {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } 255
- قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ }، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثلاث مرات.
- أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر.
- اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور.
- اللهم إني أصبحت أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك (أربع مرات).
- اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجره إلى مسلم.