عجائب الدنيا السبع القديمة والجديدة
عُرِّفت العجائب السّبعة لأوّل مرّة على أنها لائحة يونانيّة لأماكن مذهلة يجب رؤيتها، وذلك في كتاب فيلو بيزنطة، وغيره من المؤرّخين، مثل: هيرودوت، وكاليماخوس من قورينا، وأنتيباتر من صيدا، في عام 225 قبل الميلاد، ولم يبقَ منها إلّا الكبير. وفي هذه المقالة سيتم التعرف على عجائب الدنيا السبع القديمة والجديدة.
عجائب الدنيا السبع القديمة
الهرم الأكبر في الجيزة
تمّ بناؤه للفرعون المصريّ خوفو، وذلك بين عامي 2584 و5261 قبل الميلاد، وبقي أطول هيكل من صنع في العالم لمدة تقريبًا 4000 سنة. بدأ الحفريات داخله بجدّيّة في أواخر القرن الثّامن عشر، وأوائل القرن التّاسع عشر الميلاديّ.
حدائق بابل المعلّقة
“إذا ثبت أنّها موجودة”، فقد تمّ بناؤها من قبل نبوخذ نصر كهديّة لزوجته، يصل ارتفاعها إلى أكثر من 23 مترًا، على شكل مدرّجات متسلسلة، وقال المؤرّخان اليونانيّان سترابو، وديودوروس فيلو أن الجميع يدّعون وجود الحدائق المعلّقة، وأنّ زلزالًا دمّرها بعد القرن الأوّل الميلاديّ.
تمثال زيوس
تمّ إنشاء تمثال زيوس “الذي كان يمثّل إله الآلهة والبشر” في أولمبيا، بواسطة النّحات اليونانيّ العظيم فيدياس، وهو من أرقى النّحّاتين في العالم القديم، في القرن الخامس قبل الميلاد، يصوّر هذا التّمثال الإله زيوس وهو جالسٌ على عرشه، ومصنوع من الرّخام ويحمل مطرقة وأرضية من الذّهب.
يبلغ طوله 12.19 مترًا، وقال المؤرّخ سترابو عنه: (لقد اندهش الجميع من حجم المبنى)، ولكنّ النّحّات لم يُحسن قياس النّسب الصّحيحة، ومع أنّ زيوس كان جالسًا إلّا أنّ رأسه كان يُلامس السّقف. دُمِّر هذا التّمثل في زلزال القرنين الخامس والسّادس الميلاديّين.
معبد أرتيميس
بني هذا المعبد في مدينة أفسس، وهي مستعمرة يونانيّة في آسيا الصغرى، استغرق بناؤه أكثر من 120 سنة، واكتمل في عام 550 قبل الميلاد، ودمِّر في ليلة واحدة. وكان يبلغ ارتفاعه 129 مترًا، وعرضه 69 مترًا، ومدعومًا بأعمدة ارتفاعها 18 مترًا. في 21 يوليو عام 356 قبل الميلاد أضرم رجل النّار في نفسه، اسمه هيروستراتس؛ وذلك لتحقيق شهرة دائمة عن طريق ارتباط اسمه بحريق المعبد، وفي نفس اللّيلة ولد الإسكندر الأكبر، ولاحقًا أُعيد بناء المعبد، ولكنّه تدمّر نهائيًّا في عام 401 للميلاد.
ضريح هاليكارناسوس
بني هذا الضّريح عام 351 قبل الميلاد، وهو قبر أحد حكّام الإمبراطوريّة الفارسيّة، سوروس موسولوس، واختار موسولوس مدينة بودروم عاصمة له. طول هذا الضّريح 41 مترًا، ومزخرف بزخارف رفيعة، ولكنّه دُمّر نتيجة سلسلة من الزّلازل واندثر لمئات السّنين.
تمثال رودس العملاق
كان تمثالًا للإله هيليوسشيد وهو الإله الرّاعي لجزيرة رودس بحسب معتقدات اليونانيين، حيثُ بُنيَ بين عاميّ 292 و280 قبل الميلاد، وارتفاعه أكثر من 33 مترًا بقليل، ويطل على ميناء اليونانيّة. يقف تمثال رودس على قدميه، مثل تمثال الحريّة، على قاعدة. تمّ البدء ببناء التّمثال بعد هزيمة جيش دميتريوس في عام 304 قبل الميلاد، ولم يبقَ هذا التّمثل سوى 56 سنة، وذلك قبل أن يدمّره زلزال عام 226 قبل الميلاد.
منارة الإسكندريّة
بنيت على جزيرة فاروس، على ارتفاع 134 مترًا، واكتمل بناؤها حوالي 280 قبل الميلاد، وكانت ثالث أطول هيكل من صنع الإنسان في العالم بعد الأهرامات، وكان نورها يُقدَّر بمسة وثلاثين ميلًا بحريًّا. ارتفعت المنارة على قاعدة مربّعة، مقسّم إلى ثمانية أقسام، تضرّرت المنارة بشدّة في زلزال عام 956 للميلاد، وبحلول عام 1480 اختفت.
عجائب الدنيا السبع الجديدة
في عام 2000، أطلقت مؤسسة سويسريّة حملة لتحديد الجديدة في العالم؛ نظرًا إلى أنّ القائمة القديمة عمرها من القرن الثّاني قبل الميلاد، وحصلت المؤسّسة على أكثر من مئة مليون صوت على الإنترنت، وعبر الرّسائل النّصيّة، وتمّ الاختيار من بين مئات الأماكن المرشّحة، وأُعلن عن القائمة الجديدة في عام 2007، والعجائب الجديدة هي:
سور الصّين العظيم
يعتبر سور الصّين العظيم أحد أكبر مشاريع البناء في العالم، ويمتد لمسافة 8550 كم، ومع ذلك تدّعي دراسة صينيّة متنازع عليها أنّ طوله 21.200 كم. بدأ العمل به في القرن السّابع قبل الميلاد، واستمر لمدة ألفيّ عام، يتميّز سور بجدارين متوازيين يمتدّا إلى مسافات طويلة، بالإضافة إلى ذلك، فتتوزّع عليه أبراج المراقبة والثّكنات. وقد بُني الجدار لمنع الغارات والغزوات، ولكنّه فشل في هذه المهمّة، وكان مجرّد استعراض سياسيّ.
تشيتشن إيتزا
هي مدينة لشعب المايا تقع في شبه جزيرة يوكاتان في ، وازدهرت في القرنين التّاسع والعاشر الميلادييّن. لعب السّكان في هذا المكان لعبة كرة طقسيّة شائعة، وذلك في جميع أنحاء أمريكا الوسطى ما قبل كولومبوس.
يرتفع هذا المبنى 24 مترًا، وهو دليل قويّ على قدرات المايا الفلكيّة، حيث يتميّز الهيكل بما مجموعه 365 خطوة، وهي عدد أيّام السّنة الشّمسيّة، وأثناء فترة الاعتدال الرّبيعيّ والخريفيّ، يعطي ضوء الشّمس المنعكس على الهرم مظهر ثعبان ينزلق على الدّرج الشّماليّ، وفي القاعدة رأس ثعبان من الحجر.
البتراء
تقع مدينة البتراء في واد بين جبال الحجر الرّمليّ، وكانت عاصمة القبيلة العربيّة الأنباط، وكانت مركزًا تجاريًّا هامًّا، خاصّةً للتّوابل، وقاموا بنحتها في الحجر الرّمليّ الذي يتميّز بلونه الورديّ.
قام الأنباط ببناء نظام مياه، ووصل عدد سكّانها في ذروة ازدهارها إلى 30.000 نسمة، ولكن بدأ العدد ينخفض مع تحويل طرق التّجارة، وتسبّب زلزال في 363 ميلاديّ بصعوبة إضافيّة للوصول إليها، وفي عام 551 حدثت هزّة أخرى، وتمّ التّخلي فعليًّا عنها.
أُعيد اكتشافها في عام 1912، ولكن تمّ تجاهُلها إلى حدٍّ كبير من قبل علماء الآثار حتّى أواخر القرن العشرين، ولا تزال العديد من الأسئلة تدور حول هذه المدينة.
ماتشو بيتشو
يقع هذا الموقع في البيرو، ويقع في عزلة نسبيّة في جبال الأنديز، ويتميّز بترّاسات زراعيّة، وساحات عامّة، ومناطق سكنيّة ومعابد. وهو واحد من عدد قليل من الأطلال التي بقيت سليمة من عصر ما قبل كولومبوس.
وليس معروفًا بشكل قاطع لماذا بُنيَ، ولكن الاعتقاد الجازم أنّه لم يكن مركزًا تجاريًّا. اكتشفه عالم الآثار الأمريكيّ حيرام بينغهام في عام 1911، واعتقد أنّه معقل سرّي استخدمه الإنكا خلال تمرّد القرن السادس عشر، ضدّ الحكم الإسبانيّ، وتمّ دحض هذا الاعتقاد. واعتقد حيرام أيضًا أنّه كان موقعًا للنّساء اللّواتي عِشنَ في الأديرة نذرًا للعفّة، واعتقد آخرون أنّه كان موقعًا للحجّ.
تمثال المسيح
يقف هذا التّمثال الضّخم فوق جبل كوركوفادو، في ريو دي جانيرو، يعود تاريخ بنائه إلى ما بعد ، وبدأ البناء فيه عام 1926 واكتمل بعد خمس سنوات.
يبلغ طوله 30 مترًا، عدا القاعدة التي يبلغ ارتفاعها 8 أمتار، وأذرعه الممدودة يبلغ طولها 28 مترًا، وهو أكبر تمثال منحوت في العالم، وهو مصنوع من المسلّحة، ومغطّى بحوالي ست ملايين بلاطة، ولكنّه ليس محميًّا من البرق، ففي عام 2014 اصطدم فيه البرق، وتضرّر طرف إصبع التّمثال.
الكولوسيوم
شُيِّد الكولوسيوم في روما، في القرن الأوّل، بأمر من الإمبراطور فيسباسيان، وتبلغ مساحة هذا المدرّج 188.98 مترًا، وارتفاعه 156 مترًا، وكان قادرًا على استيعاب 50.000 متفرّج. أبرز المباريات التي كانت تقام فيه هي معارك المصارعة، التي كانت بين الرّجال والحيوانات.
وفقًا لبعض التّقديرات توفي حوالي 500.000 شخص في مبارزات الكولوسيوم، بالإضافة إلى الحيوانات التي قتلت.
تاج محل
يقع هذا الضّريح في مدينة أغرا الهنديّة، ويعتبر أحد أكثر المعالم شهرة في العالم، وربما يكون أفضل مثال على الهندسة المعماريّة المغوليّة. بناه الإمبراطور شاه جاهان لزوجته ممتاز التي توفّيت بعد ولادة طفلهما الرّابع عشر.
استغرق بناؤه 22 عامًا، وعمل فيه ما يقارب الـ 20 ألف عامل، ويتضمّن حديقة ضخمة مع مسبح كبير. الضّريح مصنوع من الرّخام الأبيض الذي يحتوي على أحجار شبه كريمة مع أنماط هندسيّة.