فيتامين أ والحمل
هي فترة مُهمّة ويتوجب فيها الحِرص على الحفاظ على صحة الأم والجنين ويكون ذلك بالتغذية السليمة للأم وتجنُّب ، ومن الجدير بالذكر أن أي نقص في أي عُنصر من العناصر الغذائية في النظام الغذائي للأم الحامل له تأثير على صحة الحمل وثباته وعلى الولادة وأيضًا له تأثير على المدى الطويل على صحة كل من الأم والجنين.
خلال فترة الحمل يجب على الأم الانتباه على جميع العناصر الغذائية التي تتناولها كميّةً ونوعًا، ومن هذه العناصر الغذائية فيتامين أ الذي له تأثير كبير على الحمل وعلى صحة الجنين وتأثيره قد يكون سلبي أو إيجابي اعتمادًا على الكمية المُتَناولة.
فيتامين أ
فيتامين أ أو الريتينول (Retinol) هو فيتامين ذائب في الدُّهون ويخزن في جسم الإنسان في بشكل رئيسي وأيضًا بالخلايا الدُّهنية، ويوجد منه نوعان:
الكاروتينات (Carotenoids)
يوجد ما يُقارب ٦٠٠ نوع من الكاروتينات ولكن أنواع قليلة منها قد تتحول في جسم الإنسان إلى فيتامين أ (الريتينول) عند الحاجة إليه، وتحدُث عملية التحول هذه في الأمعاء وفي أنسجة أخرى في الجسم. من الأمثلة على هذا النوع: المُركّب الذي يُدعى بيتا كاروتين (Beta-Carotene)
الذي يُوجد منه في النباتات وهو مُضاد أكسدة يحمي الخلايا من التأكسُد الذي له أضرار عديدة على الخلايا ويؤدي إلى الكثير من الأمراض كالسرطان.
ومن الجدير بالذكر أن النباتات لا تحتوي على فيتامين أ ولكن يُوجد بعض الأنواع من النباتات تحتوي على الكاروتينات مثل بيتا كاروتين الذي يُعطي النباتات اللون الأصفر والبرتقالي والأحمر، ومن مصادره: الجزر والبطاطا الحلوة والمشمش والورقيّات الخضراء كالسبانخ، واستهلاك كمية كبيرة من مصادر الكاروتينات يؤدي إلى صبغ الجلد باللون الأصفر وهذه الحالة تُسمّى: الكاروتينيميا (Carotenemia).
الريتينال (Retinal)
هو النوع من فيتامين أ الذي يَدخُل في عملية الرؤية في شبكية العين فهو مهم جدًا للنظر، ويُساعد على نسخ عدد من الجينات داخل الخلايا وله دور مهم في انقسام الخلايا.
فيتامين أ خلال فترة الحمل
فيتامين أ من المُهمّة في فترة الحمل؛ لما له من وظائف كثيرة بالغة الأهميّة ويؤثر على صحة الأم والجنين.
حاجة المرأة الحامل من فيتامين أ
تختلف الكمية التي تحتاجها المرأة الحامل من فيتامين أ حسب عُمر الأم، وهذه الكمية التي يجب على الحامل استهلاكها خلال اليوم من فيتامين أ سواء كان من الغذاء أو من المُكمّلات الغذائية أو منهما معًا؛ للحفاظ على وظائف الجسم التي تتطلب فيتامين أ، وهي كالتالي :
- من عمر ١٨ سنة وأقل: ٧٥٠ مايكروغرام/ اليوم، ما يُعادل ٢٥٠٠ وحدة دولية/ اليوم.
- ١٩ سنة وأكثر: ٧٧٠ مايكروغرام/اليوم، ما يُعادل ٢٥٦٥ وحدة دولية/ اليوم.
أعلى كمية مسموح تناولها من فيتامين أ خلال الحمل
وهي أعلى كمية (maximum amount) مسموحة تستطيع الأم الحامل تناولها خلال اليوم من فيتامين أ وعند استهلاكها أكثر منها سوف تُصبح معرّضة للسميّة (Toxicity)؛ الناتجة عن زيادة مستوى فيتامين أ في الجسم وأضرارها، لذلك يجب على الحامل الانتباه بأن لا تتجاوز هذه الكميّة. وهذه الكميات كالتالي:
- للأم الحامل التي تبلُغ من العُمر ١٨ سنة أو أقل: ٢٨٠٠ مايكروغرام/اليوم، ما يُعادل ٩٢٤٠ وحدة دولية/ اليوم.
- للأم الحامل التي تبلُغ من العُمر ١٩ سنة وأكثر: ٣٠٠٠ مايكروغرام/ اليوم، ما يُعادل ١٠٫٠٠٠ وحدة دولية/اليوم.
أهمية فيتامين أ لصحة الجنين
تكمُن أهمية فيتامين أ للجنين، كما يلي:
- مهم لنمو الجنين فهو يَدخُل في تطور ونمو والرئة والكلى والعيون والعظام.
- له دور في تطوير أنظمة الجسم للجنين، مثل: الجهاز العصبي والتنفُّسي ونظام الدورة الدموية.
- تخزين فيتامين أ في كبد الجنين والخلايا الدهنية؛ لتجهيزه للأشهر الأولى من حياته بعد الولادة.
- يُساعد في عمليات استقلاب الدُّهون.
- الحفاظ على صحة البشرة والأنسجة.
- يحمي الجنين من الالتهابات البكتيرية والفيروسيّة بعد الولادة.
- يحمي من خسارة الجنين وموته.
أهمية فيتامين أ لصحة الأم الحامل
تكون أهمية فيتامين أ لصحة الأم الحامل، كالتالي:
- يدعم جهاز المناعة.
- مهم للنظر.
- الحفاظ على صحة العظام والأنسجة.
- يحمي الجسم من الالتهابات.
- المحافظة على صحة البشرة.
نقص فيتامين أ عند الأم الحامل
نقص مُستويات فيتامين أ عند الأم الحامل له تأثير سلبي على صحة الجنين والأم، كالتالي:
- يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة عند الجنين، مما يجعله أكثر عُرضة للالتهابات والأمراض بعد الولادة.
- ضعف جهاز المناعة عند الأم.
- يؤدي إلى إصابة الجنين بالعمى.
- يؤثر على بشرة كل من الأم والجنين.
زيادة فيتامين أ عند الأم الحامل
زيادة مستوى فيتامين أ عند الحامل؛ قد يكون بسبب أخذ الأم مُكمّلات غذائية من فيتامين أ بكمية أكثر من احتياجها أو بسبب تناولها كميات كبيرة من الأغذية الغنية بفيتامين أ ولهذه الزيادة آثار سلبية كالتالي:
- عُيوب خُلقية عند الجنين عند الولادة.
- تشوهات عند الجنين وقد تكون في العيون أو الجمجمة أو الرئتين أو القلب.
- تسمم في كبد الجنين.
كيفية الحفاظ على مُستوى طبيعي من فيتامين أ خلال الحمل
خلال فترة الحمل يجب الحرص على الحفاظ على المستويات الطبيعية من جميع العناصر الغذائية، ولتجنُّب النقص أو الزيادة في مستويات فيتامين أ خلال فترة الحمل يُوجد بعض النصائح يجب على الحامل اتباعها:
- عدم الإفراط في تناول المصادر الغذائية عالية المحتوى بفيتامين أ خلال فترة الحمل، خاصة كبد البقر والخروف، حيث يُنصح بعدم تناولهم من قبل الحامل أكثر من ثلاث مرات طوال فترة الحمل وبكميات قليلة؛ لتجنب خطر حُدوث سميّة بسبب احتواءهم على كمية عالية جدًا من فيتامين أ.
- اتباع حمية صحية ومتنوعة؛ للحصول على حاجة الجسم من جميع العناصر الغذائية بما فيها فيتامين أ.
- عدم استخدام المكمّلات الغذائية التي تحتوي على فيتامين أ، إلا في حالة نقصه في الجسم ويجب أخذه حسب استشارة الطبيب المُختص.
- عند الشُعور بأي أعراض غريبة يجب مُراجعة الطبيب؛ ليتم التأكد من مستوى الفيتامينات والمعادن عند الأم الحامل.
المصادر الغذائية الغنيّة بفيتامين أ
يوجد أ على الأغلب في المصادر الحيوانية ويوجد على شكل الكاروتين في المصادر النباتية، ومن أغنى المصادر الغذائية بفيتامين أ، ما يلي:
- كبد البقر: ويُعد أغنى مصدر غذائي بفيتامين أ، حيث يحتوي كل مئة غرام منه على ٩٤٤٢ مايكروغرام من فيتامين أ.
- كبد الخروف: ويُعَد أيضًا مصدر غني بفيتامين أ، حيث يحتوي كل مئة غرام منه على ٧٤٩١ مايكروغرام من فيتامين أ.
- سمك السلمون.
- التونا.
- مشتقات الحليب.
- الورقيات الخضراء، مثل: السبانخ.
- الجزر.
- البطاطا الحلوة.