النوبة
تعتبر النوبة منطقة جغرافية ممتدة في الجزء الجنوبي من فوق نهر النيل وصولًا إلى الأجزاء الشمالية ، إلا أن الغالبية العظمى من المنطقة تتموضع في السودان، أما مساحة النوبة في مصر فلا تتجاوز 25%، وتشير المعلومات إلى أن النوبة عاشت كمملكة مستقلة في ظل العصور القديمة، وتحوّلت المنطقة إلى حوض زراعي ثري في فترة الألفية الرابعة قبل الميلاد؛ فساهمت لك في تجلي التجمعات النيوليتية.
تحمل منطقة النوبة لقب بلاد الذهب، حيث يُقصد بكلمة النوب في اللهجة المصرية القديمة بالذهب الذي تشيع مناجمه في هذه المنطقة، كما تداولت المعلومات بأنها نسبةً إلى نباتا نجل نبي الله إسماعيل -عليه السلام- حاكم منطقة بلاد وادي النيل وأفريقيا في تلك الفترة.
ديموغرافيا النوبة
يستوطن النوبيون أراضي منطقة النوبة الممتدة فوق ضفاف في الأجزاء القصوى من شمال السودان وجنوب مصر، وينطق أهالي المنطقة باللغة النوبية المنشطرة إلى الكنزية والفادجية، كما أنها أيضًا مؤلفة من أكثر من خمس لهجات تتفاوت فيما بينها في مصر والسودان، كما أن المعلومات تؤكد بأن النوبيون الحاليون يتحدثون اللغات الرسمية بكل طلاقة وخاصةً العربية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية نظرًا لانخراطهم بالسياح الأجانب.
تشير إحصائيات التعداد السكاني لعام 1996م إلى أن عدد سكان النوبة قد تجاوز 1.7 مليون نسمة يتوزعون في المناطق الجغرافية لهم في مصر والسودان، وينفرد أهالي هذه المنطقة بأنهم ذو بشرة سمراء تطغى عليهم ملامح الزنوج الأفارقة وخاصةً في شكل الشعر والأنف، ويشار إلى أنهم قد حملوا لقب الفراعنة السود في ، يتوزع النوبيون في الأراضي المصرية في عددٍ من التقسيمات الإدارية، ومن أهمها مناطق الماتوكيين والفاديككا وأسوان، أما في الأراضي السوادنية فيتوزعون في وادي حلفا والسكون والمحس ودنقلا. نوبيون
تاريخ النوبة
تؤكد الآثار الحجرية المعثور عليها في منطقة الخرطوم إلى أنها منطقة تاريخية تعود إلى فترةِ ما قبل التاريخ، حيث تم العثور من قِبل النوبيون على فخار وخزف تعود للعصور الحجرية الحديثة في منطقة الشخيناب تحديدًا، وقد تضاربت المعلومات حول حقيقة إقامة نبي الله موسى -عليه السلام- في منطقة خور موسى في وادي حلفا؛ إذ كشفت الآثار الموجودة هناك إلى وجود القدم الإنسانية وإقامتها منذ القِدم وممارستها للزراعة و، وبالرغم من اعتبار أن المنطقة صحراوية جافة في الوقت الحالي؛ إلا أنها كانت في الزمن البعيد خضراء مكسوة بالغطاء النباتي تمامًا.
فتح النوبة
كانت منطقة النوبة ضمن خطة سير ، حيث أقدم القائد المسلم عمرو بن العاص على محاولةِ فتح النوبة؛ إلا أن محاولته قد باءت بالفشل، وكان ذلك في الفترة اللاحقة لفتح مصر سنة 640م، وفي الفترة التاريخية الممتدة ما بين 651-652م تمكن الصحابي الجليل القائد عبد الله بن أبي سرح من تحقيق الانتصار بفتح النوبة والوصول إلى عاصمتها، إلا أنه لم يتخذ منها مقرًا له نظرًا للفقر الاقتصادي فيها ومقاومة النوبيين بشراسة دفاعًا عن أرضهم.
تمكنت بلاد النوبة من شن الهجوم على مصر في أواسط القرن العاشر وتحديدًا في ظل حكم الدولة الإخشيدية، حيث كانت مصر تعيش بحالة من الاضطراب والفوضى مما ساعد النوبيين على التوغل حتى أعماق مصر؛ ففرضوا سيطرتهم على مدينة أخميم والصعيد والمناطق الشمالية لإدفو، وبقيت الصعيد وقراها تحت سيطرتهم حتى سنة 969م بعد ، وقد حاول النوبيون الهجوم مرارًا على وتمكنوا من تحقيق تقدم في مصر العليا سنة 1171م، إلا أن جيوش القائد بإمرةِ شمس الدين توران شاه قد تمكنت من الإنتصار عليهم ودحرهم نحو الجنوب، ومن الجدير بالذكرِ أن أرض النوبة قد خضعت لحكم سماسون في سنة 1288م خلال فترة حكم السلطان قلاوون، وفرض سماسون سيطرته على المنطقة بعد انسحاب الجيوش المصرية من المنطقة؛ وبناءًا على الأحداث المندلعة والتمردات والاعتداءات التي قام بها سماسون اضطرت جحافل الجيوش المصرية للعودة إلى أراضي النوبة.
أعلام من النوبة
من أبرز الشخصيات البارزة في النوبة:
- مؤسس الحركة الكشفية النوبية عبد الله علي البشير.
- المطرب المصري محمد منير.
- الأديب والروائي والناشط حجاج حسن أدول.
- عميد ورئيس الفرقة النوبية علي حسن كوبانا.
- مؤسس الكشافة النوبية البحرية بشير مرسي عبد الحميد.
- الناشط السياسي والاقتصادي والكاتب خليل كلفت.