سبب نزول سورة الطارق

أسباب نزول القرآن

القرآن من حيث النزول قسمين: قسمٌ يتعلق بسبب نزولٍ خاص، وقسمٌ لا يرتبط بسبب نزول، فالنوع الأول قد يكون سببه سؤالٌ من أحد الصحابة أو أحد الأشخاص؛ فتنزل الآيات جواباً على ذلك السؤال وتوضيحاً لمسألةٍ أو حكمٍ ما، وقد يكون السبب مرتبطاً بحدثٍ أو واقعةٍ فتتنزل الآيات القرآنية الكريمة ببيان الموقف الشرعي الصحيح من ذلك الحدث وتلك الواقعة.

فوائد معرفة أسباب النزول

لمعرفة سبب النزول عدة فوائد ومن أهمِّها:جلال الدين السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، الرياض، مكتبة المعارف، الطبعة الأولى، 1987م، ج1، ص83 وما بعدها الألوكة: أسباب النزول

  • معرفة الحكمة من تشريع الأحكام.
  • تخصيص الحكم بسبب النزول.
  • معرفة المعنى الصحيح للآية من خلال معرفة الذي يساعد بدرجة عالية على إزالة الإشكال.
  • تخصيص اللفظ وصرفه من العموم إلى الخصوص.
  • دفع توهم الحصر.
  • معرفة اسم النازل في الآية وفيمن نزلت ودفع التوهم في هذا الأمر.

تعريف بسورة الطارق

وهي قول الله تعالى: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ* النَّجْمُ الثَّاقِبُ* إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ* فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ* يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ* إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ* يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ* فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ* وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ* وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ* إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ* وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ* إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا* وَأَكِيدُ كَيْدًا* فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا)سورة الطارق، الآيات 1-17 وهي سورةٌ مكية، وعدد آياتها سبع عشرة آية، وعدد حروفها إحدى وستون حرفاًالإمام الثعلبي، الكشف والبيان عن تفسير القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى، 2002م، ج10، ص177.، ويأتي ترتيبها في رقم ستٌ وثمانون، حيث تسبقها سورة البروج وتليها سورة الأعلى، وقد نزلت بعد سورة البلد، وموقعها في القرآن الكريم في الجزء رقم الثلاثين وفي الحزب رقم (59) وفي الربع الرابع. المصحف الإلكتروني: تعريف سورة الطارق

قد يهمك هذا المقال:   ما هي سورة التوديع

سبب نزول سورة الطارق

جاء في سبب نزول سورة الطارق أنّها نزلت في أبي طالب حينما جاء إلى -عليه الصلاة والسلام- فآتاه خبزاً ولبناً وبينما كان أبو طالب يأكل وإذا بنجمٍ ينحط من السماء ويمتلئ ماءً ثمّ ناراً، ففزع أبو طالب من هول المنظر الذي رآه لذلك النجم، فسأل: ما هذا الشيء؟ أو أي شيءٍ هذا؟ فأجابه: – عليه الصلاة والسلام- أن هذا نجم قد رمي به، وأنّ هذا النجم آية من آيات الله تعالى، فتعجب أبو طالب لهول ما رأى، فأنزل الله تعالى سورة الطارقأبو الحسن النيسابوري، أسباب نزول القرآن، الدمام، دار الإصلاح، الطبعة الثانية، 1992م، ص453

موضوعات سورة الطارق

تطرقت سورة الطارق إلى عدة موضوعات تتعلق بالعقيدة الإسلامية، وتسوق الأدلة على عظمة الله وقدرته، حيث تتجلى قدرة الله بأنه هو الذي خلق الكون و من عدم وهو قادرٌ على إعادتهم للحياة من جديدٍ بعد موتهم، ومن الموضوعات في سورة الطارق حقيقة أن على الإنسان حرّاسٌ من الملائكة يحفظونه، ومن الموضوعات الهامّة في السورة الحديث عن حال الإنسان في الآخرة وضعفه وأنّه لا يجد من ينصره في ذلك اليوم العظيم، كما تتطرق السورة للقرآن الكريم وحقيقته وأنه من عند الله تعالى وأنه جدٌ لا هزل فيه، ثم تنتهي السورة بموضوع التهديد والوعيد للكفار. الألوكة: تفسير سورة الطارق والأعلى للناشئة

تفسير سورة الطارق

يُقسم الله جلّ وعلا بالسماء وما خلق فيها من الأجرام العظيمة المنيرة فيأتي القسم ليقدم كل هذه المعاني بلغة سهلة مختصرة من خلال القسم بقوله: (والسماء والطارق) ثم أتبع هذا القسم بالسؤال: (وما أدراك ما الطارق) ثم يأتي التفسير في سياق الأيات بالجواب على هذا السؤال وتوضيح ماهيّة هذا الطارق وأن المقصود بالطارق هنا هو (النجم الثاقب) الذي إنما سماه طارقاً؛ لأنهُ يظهر في الليل ويختفي نهاراً، وقد ورد في معنى الثاقب عدة تفاسير، فقد ورد عن ابن عباس أنهُ فسَّر الثاقب بالمضيء وقال عِكرمة: الثاقب هو المضيء الذي يحرق الشيطان.

قد يهمك هذا المقال:   حروف الاظهار

وتفسير قوله تعالى: (إن كل نفس لما عليها حافظ) أي أن الله تعالى جعل على كلِ نفسٍ حافظًا يحرسها ويحفظها من الأذى والشرور، وفي قوله تعالى:(فلينظر الأنسان مم خلق) هذه الآية تذكير للإنسان بأصله الضعيف الذي خلقه الله تعالى منه وفي ذلك دعوةٌ ضمنيةٌ لهُ للاعتراف بعظمة الله وقدرته على إعادته للحياة؛ فهو الذي خلقه ابتداءً وكان قبل ذلك عدماً لا وجود له، ومعلومٌ أن الإعادة للموجود أهون من خلق المعدوم أساساً، وتستمر الآيات بالكلام حول هذا الأصل الضعيف للإنسان الذي خلق من ماءٍ دافق وهذا الدافق يخرج من بين صلب وترائب ثم الله تعالى على رجعه وإعادته لقادرٌ يقيناً دون أدنى شك، والإنسان عائدٌ إلى الله تعالى لا محالة في ذلك اليوم الذي تُبتلى به سرائر الإنسان وتصبح خفاياه ظاهرة فلا يجد في ذلك اليوم قوةً تعصمه أو تُنجده وتنصره من دون الله.

ثم يقسم الله تعالى بالسماء ذات الرجع أي ذات المطر، ويقسم ذات الصدع وهو كما يرى ابن عباس -رضي الله عنه- انصداع الأرض من النبات والمقسم عليه أن هذا القرآن لقولٌ فصل أي جدٌ وحقٌ وعدل، وليس هزلاً، وتأتي نهاية الآيات في بيان حال الكفار وصدّهم عن الحق وكيدهم ومكرهم، ولذلك فإنّ الله تعالى يتوعدهم ويهددهم وأنه سيمهلهم رويداً أي قليلاً، وهذا وعيد بالعذاب والهلاك.اسماعيل بن كثير، تفسير القرآن العظيم، بيروت، دار الفكر، 1986م، ج4، ص498-499.

معاني المفردات والتراكيب

قد يهمك هذا المقال:   حروف المد في التجويد

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *