كيف تكتب قصة

كيف تكتب قصة

كتابة القصة من أسمى عبر التاريخ، ولن يَشهد بكتابة القصة سوى من اجتاز في فِعل ، حيث أن الكثير من الكتاب يعتبرون قصصهم كائنات حية، ويطلقون عليها المواليد، وفي الحقيقة كتابة القصة هي أشبه بالفعل بعملية الولادة، أحيانًا تكون ولادة سلسة وأحيانًا تكون ولادة متعثرة، وأحيانًا القصة كي تخرج للحياة تَقتل جزء من قلب الكاتب، أو تحي جزء لم يكن يعلم عنه شيء، رُبما يكون كل هذا الكلام عن القصة شيئًا زهيدًا عن قيمتها الحقيقة، ولكن من أجل معرفة كيفية كتابة قصة قصيرة أو طويلة بأسلوب أدبي رصين يمكن متابعة هذا المقال.

أنواع القصة

هناك عدة أنواع لكتابة القصة، ولذلك قبل أن يبدأ من يريد أن يكتب قصة، عليه أن يقرر أي نوع من القصص سيكتب، هناك القصة القصيرة وهي قصة لها بناء أدبي متكامل ولكنها صغيرة في عدد الكلمات، حيث أنها تكون ما بين 700 كلمة و4000 كلمة تقريبًا، الموضوع نسبي، وعدد الكلمات ليس مقياس، ولكن القصص التي تكون عدد كلماتها بين هذا العدد تدعى ، هناك أيضًا القصة القصيرة جدًا وهي تكون ما بين الثلاث كلمات إلى ال700 كلمة، ولكن بالنسبة للقصة القصيرة جدًا فليس هناك قواعد ثابتة، حيث أنها تكون غالبًا رمزية ولها إسقاط معين يكون مفهوم أحيانًا ويكون غامض أحيانًا أخرى، أيضًا هناك الطويلة والتي تكون ما بين الرواية والقصة.

كيفية البدء في كتابة القصة

البداية هي جزء كبير من عملية ولادة قصة إلى النور، ولكن قبل أن يكتب الكاتب قصته، يجب أن يعرف أي طريقة سيتخذها لكتابة القصة، وللتوضيح يمكن عرض هذه الطرق التالية:

قد يهمك هذا المقال:   أحمد خالد توفيق

الكتابة الارتجالية

كتابة القصة الارتجالية هي عبارة عن استنارة وقتية للكاتب، لا يكون له وجهة معينة يكتب لها، بل فقط ما يأتي على ذهنه يقوم بكتابته، وقد يكون هذا النوع غريب أو غير لائق بالنسبة للقارئ، ولكن الحقيقة هذا النوع من الكتابة، هو النوع الناضج الذي يصل إليه الكتاب الكبار، والذين لا يتقيدون بأي نوع من أنواع القيود أثناء الكتابة، وتكون لديهم المَلَكة في الكتابة بحرية لينتج نص قصصي إبداعي غير متوقع وغير مشابه للنصوص الأخرى المُحضر لها مسبقًا، وأغلبية كاتبي الروايات الحزينة وروايات الرعب يأخذون من هذه الطريقة منهجًا لهم، لأن الغرائبية واللاعقلانية الموجودة في ارتجال هذه القصص تكون عامل مهم لكونها جذابه.

الكتابة التجريبية

وفي هذه الكتابة يكون لدى الكاتب قصة بالفعل، أو فكرة معينة تدور في ذهنه ولا تفارقه، ولكنه لا يريد أن يتقيد بالقواعد القصصية الأدبية المعروفة، لذلك يلجأ الكاتب إلى ما يُعرف بالكتابة التجريبية والتي يجرب فيها الكاتب أساليب ونماذج سردية جديدة، قد تليق هذه الأساليب على الفكرة، وقد لا تليق، وهذه المسألة تكون ضمن نطاق ذوق القارئ، الذي يحكم على القصة، أما بالنسبة للنُقاد فالأمر غالبًا يعجبهم، لأنهم يرون في التجريب دائمًا نوع من الحداثة والتجديد، ولكن بالطبع الذي يحدد الاستحسان لدى النقاد خصوصًا في منهج التجريب هو شخص الكاتب، وغالبًا التجريب لدى الكتاب الجدد يكون غير مقبول، أما التجريب بالنسبة لكتاب القصة القدامى يتم قبوله بسهولة، ولسبب بسيط، لأن الكتاب القدامى يكونوا قد أثبتوا أنفسهم بالفعل في القصص الأدبية المبنية على الأسس والقواعد الأدبية، أما بالنسبة للكاتب الجديد؛ عدم سيره على القواعد يُعتبر قلة معرفة بالقواعد، وغالبًا لن يتساهل معه النقاد.

الكتابة الأدبية

الكتبة الأدبية للقصة القصيرة هي الكتابة المبنية على أسس وقواعد أدبية معروفة، وتكون كتابة محضر لها مسبقًا، وقد تأتي فكرة هذه القصص عابرة ولكن كاتبها يقوم بتدوين الفكرة، ومن ثم البناء عليها بكتابة شكلية وبعدها يبدأ في صياغة الأحداث بصورة أدبية، وهذه هي خطوات :

  • يجب أن تكون هناك مقدمة، ولابد أن تكون المقدمة شيقة ولا يوجد بها الكثير من الوصف، وهذا لأنها قصة قصيرة، أي أن المجال محكوم في الأحداث أكثر من الوصف، أيضًا يُفضل أن تكون الأحداث مشوقة، لأن البداية القوية لأي قصة هي التي تجبر القارئ على أن يكمل القصة، البدايات الوصفية الرتيبة تقتل حس القراءة عند القارئ والناقد، وتعطي انطباع سلبي عن القصة.
  • الأحداث هي الجزء الثاني من القصة القصيرة، في هذا الجزء يكون لدى الكاتب الحرية في صنع محتوى قصصي متشابك، من أحداث وأشخاص وأزمنة، القصة القصيرة ميزتها أنها سريعة، الأحداث لاهثة دومًا، لذلك يُفضل استخدام الطريقة السريعة والجمل القصيرة في الوصف، وكلما كانت القصة قصيرة ومليئة بالأحداث، كان جيد للكاتب والقارئ.
  • النهاية، وهي من أهم أجزاء القصة القصيرة، حيث أن الكاتب من خلال نهايات قصته يعلن عن قيمته في تسيير الأحداث لهذه النهايات، فلو كانت النهايات ضعيفة والمقدمة رائعة، القارئ سيتذكر النهاية، ولذلك على الكاتب أن يكتب نهاية مقبولة للعقل والعاطفة، ولا ينبغي تجاهل القارئ في عملية كتابة النهايات.
قد يهمك هذا المقال:   عبارات عن التفاؤل

نصائح عند كتابة القصة القصيرة

هناك العديد من النصائح عند كتابة القصة القصيرة أهمها:

  • عدم التقيد بالأحداث الكبيرة، أي يمكن أن تتم كتابة أحداث عادية من الأكل والشرب والكلام، ولكن يفضل أن تكون هذه الأحداث لها مغزى، ليست كتابة عشوائية، بل كل حدث مهما كان بسيط يكون له دور في القصة.
  • عدم استخدام الجمل الطويلة، لأنها قاتلة للمتعة، كما أن الجمل القصيرة تجعل القارئ يلتهم الأحداث ولا يتوقف لمعرفة المزيد.
  • عدم التقيد بالقواعد أثناء الكتابة، فأفضل الكتابات جاءت بطريقة كسر القواعد الأساسية، ولكن يُشترط معرفة القواعد الأساسية، حتى يكون تخطيها مجرد تفوق عليها، وليس جهل بها.
  • في حالات الصراع الداخلي لأبطال القصة، يُفضل أن يكون الوصف دقيق، حتى يفهم القارئ من هو المتكلم ومن هو المستمع، تمييز الأصوات القصصية مهم جدًا في كتابة القصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *