الحزن ضروري في الحياة، والشعور بالضيق من حين لآخر طبيعي أيضا، لكن إن كانت مشاعر كاليأس وفقدان الأمل في الحياة مسيطرة عليك تماما ولا تختفي فقد تكون مصابا بـالاكتئاب.
إذا كنت مكتئبا فمن الصعب عليك عيش حياة طبيعية والاستمتاع بها كما كنت تفعل في السابق، أبسط النشاطات كالقيام من السرير ستصبح تحدّيا. لكنّه كأي مرض آخر، له أسبابه وأعراضه وقابل للعلاج، وفهم الأعراض أول خطوة لذلك.
ما هو الاكتئاب؟
يعتبر أحد الاضطرابات المزاجية الشائعة التي تتسبّب في تعطيل حياة صاحبها، وهو أكثر من مجرد حزن تأثّرا بمشاكل الحياة، إذ يغيّر طريقة تفكيرك وشعورك وطريقة قيامك بنشاطاتك. يمكن أن يتداخل مع قدرتك على العمل والدراسة وتناول الطعام والنوم والاستمتاع بالحياة. مع سيطرة لمشاعر العجز واليأس وانعدام الشعور بقيمة الذات، قد تتخلّلها بضع فترات راحة يشعر فيها المريض بتحسن.
يختلف وصف الشعور بالاكتئاب من شخص لآخر، فبينما يعتبره البعض كالعيش في ثقب أسود والاختناق والشعور بالألم والغضب، يكون عند الآخرين شعورا بالفراغ وعدم جدوى أيّ شيء، وتوقف كل أنواع المشاعر سواء الجيّدة أو السيئة.
ما هي أعراض الاكتئاب؟
يختلف الاكتئاب من شخص لآخر، ولكن هنالك بعض العلامات والأعراض الشائعة التي يشترك فيها المكتئبون جميعهم cms.page&id
1034′ target=’_blank’>Suicide statistics
اليأس العميق الذي يصاحب المرض يجعل الانتحار يبدو كالطريق الوحيدة الصالحة للهروب من الألم.
الأفكار الانتحارية عادة ما تصاحب الاكتئاب بعد فترة إن ترك دون علاج، ومن المهم جدّا أن لا يتم الاستهتار بها فقد ينتهي المريض بمحاولة الانتحار بالفعل.
إن كان لديك شخص قريب منك مصاب بالاكتئاب، حاول ملاحظة الأعراض التالية:
- الحديث عن الانتحار أو إيذاء الذات.
- إظهار يأس قوي والشعور بالاحتجاز، كما لو أنهم محتجزون داخل أجسادهم ولا يستطيعون الخروج.
- إنشغال غير عادي بالموت وكل ما له علاقة به.
- التصرف بتهور كبير كما لو أنهم يريدون أن يتسببوا في موتهم (كالقيادة عكس اتجاه الطريق).
- الاتصال أو زيارة الأصدقاء والأقارب لتوديعهم.
- حل المسائل العالقة والتجهيز للمغادرة (ككتابة وصية، التخلي عن الأشياء الثمينة لأشخاص يحبونهم، طلب المسامحة من شخص يبدو أنهم آذوه).
- ترديد عبارات من مثيل “أعتقد أن الجميع أفضل حالا بدوني” أو “ما عدت أتحمل البقاء أكثر”.
- تحوّل مفاجئ من الاكتئاب المطلق إلى التصرف بهدوء وحتى سعادة، وعليك أن تكون حذرا بشكل خاص هنا، اتخاذ قرار الانتحار قد يشعر المكتئب أنه “على وشك الخروج” ويحسن مزاجه بشكل كبير.
ما هي أسباب الاكتئاب
على عكس الأمراض الطبية الأخرى التي تكون لها أسباب واضحة تجعل، الاكتئاب أكثر تعقيدا من ذلك؛ فهو ليس فقط نتيجة عدم انتظام في كمياء الدماغ يمكن إصلاحها بالأدوية بل نتيجة منظومة كاملة، فمع أن الأدوية تساعد بل وضرورية في عدة حالات، إلّا أن قراراتك في الحياة، ظروفك المعيشية وعلاقاتك كلها تلعب دورا مهما -إن لم تكن الأهم- في تحديد مصير اكتئابك.
هنالك عدة عوامل ترفع خطر الاصابة بالاكتئاب What causes depression? 1 What causes depression? 2، فيما يلي نذكر أهمّها:
- الانعزال والوحدة
- نقص أو انعدام الدعم الاجتماعي
- التجارب المسببة للضعط
- تاريخ عائلي من الاكتئاب
- مشاكل في العلاقات والزواج
- المشاكل المادية
- الصدمات المبكرة أو التعرض للإساءة كطفل
- البطالة أو عدم الرضى عن العمل
- المشاكل الصحية
ما هو علاج الاكتئاب
عندما تغرق في الاكتئاب، فسيبدو لك أن لا طريق للخروج أبدا، أنك ستستمر بالغرق حتى يقضي الأمر عليك؛ لكن عليك أن تفهم أن ما تعاني منه هو حالة مرضية يمكن الخروج منها Atypical Depression: What’s in a Name? حتى وإن لم يكن الأمر سهلا.
أطلب مساعدة الآخرين
الانعزال يغذي الاكتئاب أكثر، ومع أن الاكتئاب سيخبرك أن الكل أفضل حالا بدونك وأنك مصدر إزعاج للجميع، ويجعلك تفضل الوحدة، تذكر أن لا تستمع إليه.
قد تعتقد أنك أفضل حالا بمفردك ولا تريد إقلاق من تحبهم، أصدقاؤك وعائلتك، لكن تذكر أنهم قلقون بالفعل وهم لا يفهمون ما أصابك. اختر شخصا تثق به وتحدث إليه، ليس على هذاالشخص أن يكون قادرا على إصلاح الوضغ، يكفي أن يكون مستمعا جيدا يرحب بك بصدر مفتوح دون أن يحكم عليك، وستشعر كأن قليلا من الحمل قد أزيح عنك.
تحرّك
الاكتئاب يجعل أبسط الأشياء حتى التحرك من السرير تحديا، لكن البقاء في مكانك لن يدفعك إلا للغرق أكثر.
اخرج في الصباح، ضع وارقص عليها أو اركض، ابدأ بنشاطات صغيرة وطوّرها بالتدريج.
أدخل في الحياة مجددا
الاكتئاب يعزلك عن العالم، وعليك أن تحاول إرجاع نفسك له، خذ عطلة بجوار ، اخرج مع أصدقائك، قم بتربية حيوان أليف، شارك بالعمل التطوعي؛ تذكّر إحدى هواياتك التي كنت تستمتع بها وعد إليها مجددا.
قد ترغم نفسك في البداية، لكن مع الوقت ستندمج في مجددا وتستعيد قدرتك على الاستمتاع بالأشياء.
راجع طبيبا
الاكتئاب مرض ككل الأمراض، وأحيانا لا يمكنك تجاوزه بمفردك، لا شيء في هذا يدعو للخجل.
قد يكون دعم العائلة والمقربين مع تغيير نظام الحياة كافيا للبعض، بينما تكون حالة آخرين أكثر صعوبة وتتطلب تدخلا طبيا، وقد تحتاج لأخذ أدوية لفترة.
لا شيء في الموضوع يعني أنك شخص ضعيف لم يستطع تجاوز الأمر بمفرده، فقط وكما سبق التوضيح فالاكتئاب مرض معقد وذو خصوصية عند كل مريض، وليست كل الحالات تتشابه حتى أن الأدوية الموصوفة تختلف باختلاف الحالة.
يكون التدخل الطبي ضروريا في حالة أصبح الشخص المصاب انتحاريا أو عنيفا سواء اتجاه نفسه أو الآخرين.